الحضارة الإغريقية ونشأتها
الحضارة الاغريقية
تميزت عن كل حضارات العالم القديم والحديث بوجود برلمان حقيقي لديها وبروحية ديمقراطية متداخلة مع كل مفاصل الحياة مرتكزة على اربع اسس مهمة :-
1. رجال الدين
2. البرلمــان
3. الفلاسفـة
4. الجيــش
تعتبر الحضارة الإغريقية من أرقى الحضارات القديمة فكرا وسياسة وفنـا.
- فأين نشأت هذه الحضارة؟ وكيف تطورت؟
- وأين تجلت مساهمتها في إغناء الحضارة الإنسانية؟
حضارة الإغريق ( اليونانيون لتكوين أكبر إمبراطورية في تاريخ آسيا وأوربابعد الإستيلاء علي الشرق فارس وبابل والهند ومصر . وقد حقق إبنه الإسكندر هذا الحلم . وفي مطلع القرن الرابع ق. م. بدأ المقدونيون يؤثرون في أحداث الإغريق باليونان ولاسيما بعد التنافس بين إسبرطة وأثينا . وكان الفرس يؤلبونهما ضد بعضهما. وكانت أثينا وقتها مدينة دولة مستقلة ولها برلمانها . وفي هذا العصر كانت الدعوة لتوحيد الإغريق والمقدونيين لمواجهة الخطر الفارسي . وكان أرسطو داعية لحساب الإسكندر لهذه الدعوة للوحدة لإستعباد الشعوب . وكانأرسطو يرسل الأموال لأستاذه فلاطون ليرسل أشخاصا لآسيا لتجميع المعلومات الطبيعية والتجسس علي الفرس.
ازدهرت هذه العمارة تقريبا في عهد بركليز 444-429 ق.م وكذلك أيام حكم الملك فيليب وابنه الاسكندر الأكبر 334ق.م.
وتعد العمارة الإغريقية أول الحضارات التي تهتم بالدقة المتناهية في التصميم بالنسبة للنسب الجمالية ومراعاة الأشكال الفنية الجميلة و تتميز الحضارة الإغريقية بطرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي, وقد أطلقت هذه الأسماء على هذه الطرز نسبة إلى شكل الأعمدة التي تتكون منها المعابد, فمثلا يشير النظام الدوري كاصطلاح إلى الأجزاء الموحدة الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام, القاعدة المدرجة المكونة من عدة سلالم مرتفعة ثم بدن العمود ثم التكنة, مما يكون لنا بما يسمى نظام الحامل والمحمول حيث يتكون نظام الحامل من بدن به تجاويف رأسية وتاج ويتكون المحمول من الحمال والإفريز والكرونيش ويبنى المبنى كله من بلوكات من الحجر متلاصقة تماما وبدون مونة لاصقة وأحيانا ما كانت تربط هذه الأحجار عن طريق قطع معدنية أما بالنسبة للأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وبذلك كانت معرضة للحريق بسهولة.
ويتجلى الجمال المعماري لتلك الحضارة الرائعة في معابدهم كمثال لمعبد الأركيزون- شكل 3 فالمدخل الشمالي مثلا تم تخصيصه للعذراوات فقط وهو عبارة عن ستة أعمدة بأشكال نسائية لحمل سقف المدخل, وهذا ما دفع أحد الحكام الأتراك بعد حوالي ألفي عام إلى تحويله إلى قصر للحريم وهذا يرجع إلى روعة هذه التماثيل وأيضا الأعمدة الأيونية في الداخل وأعمال النحت الرائعة داخل المبنى, وأهم ما يميز هذه الحضارة الأنيقة هو تحديد أمان وضع النقوش في شكل منظم, وتتميز نقوشهم بالحساسية والدقة والرشاقة,’ على عكس الحضارة المصرية القديمة والتي كانت ترتكز على ملأ الجدران بالنقوش والرسومات.
العوامل المؤثرة( الحضارة الإغريقية)
الحضارة ما هي إلا عوامل مؤثرة وبيئة محيطة لذا كان لزاما علينا أن نذكر العوامل المؤثرة والبيئة التي نشأت فيها العمارة الإغريقية.
1- الناحية التاريخية:
بدأت أولى المحاولات في بناء المعابد تقريبا ما بين عامي 490, 479 ق.م وذلك نتيجة لتعرض اليونان لهجمات من قبل الفرس والعجم ونتيجة لانتصاراتهم في موقعة برية وبحرية ضد هجمات الفرس والعجم تم تخليد هذه الانتصارات عن طريق المعابد ثم ازدهرت أثينا أيام حكم بركليز 444-429 ق.م وانتشرت تلك الحضارة عن طريق الملك فيليب وابنه الاسكندر حيث انشأ مدينة الإسكندرية ووحد بين مصر واليونان وامتدت الفتوحات إلى شمال الهند وانتشرت أيام الحكم الهيليني حتى وصلت إلى آسيا الغربية وبعد وفاته (الاسكندر الأكبر ) اقتسمت الإمبراطورية ووزعت على قواده وكانت مصر من نصيب بطليموس وأسس دولة البطالمة وانعزلت اليونان مما اتاح لروما أن تتدخل وتسيطر على اليونان عام 146 ق.م.
ويمكن تقسيم العمارة الإغريقية بالنسبة للمراحل والخطوات التي مرت بها إلى ثلاث فترات هي:
1- الفترة قبل الكلاسيك إلى عام 1100 ق.م.
2- الفترة الانتقالية من 1100 إلى 700 ق.م
3- الفترة الكلاسيكية من 700 إلى 350 ق.م.
2- المناخ:
تمتاز اليونان باعتدال مناخها وصفاء جوها وصحوته, وجمعت بين برودة الشمال ودفء الجنوب, مما أدى لظهور هذه المدينة المعمارية التي تتميز بجمال النسب المعمارية, وذلك مما ساعد على ممارسة أعمالهم في الهواء الطلق مثل القضاء والتمثيل وإدارة الأعمال والاحتفالات ومن أهم الخصائص المعمارية التي تأثرت بالمناخ وجود البوائك والكلونيد واليوريتيكو وذلك لتجنب أشعة الشمس وهطول الأمطار فجأة.
3- الناحية الجيولوجية:
أهم ما تمتاز به هذه البلاد هو وجود الرخام والأحجار بكثرة وبالأخص في جزر باروس وناكسوس واهتم الاغريق بجودة الأحجار بطريقة مبالغ فيها وذلك للحصول على خطوط مستقيمة للغاية وأسطح ملساء لدرجة أنهم كانوا يضيفون طبقة من البياض الرخام على الحوائط المبنية من الأحجار للحصول على أسطح ملساء رخامية جميلة وكانت هذه الظاهرة من أهم مميزات الحضارة الإغريقية في اليونان.
4- الناحية الجغرافية:
شبه الجزيرة اليونانية محاطة بالبحر من ثلاث جهات وامتدت الحضارة الإغريقية إلى بلاد أخرى مجاورة كجزيرة صقلية وجنوب ايطاليا وآسيا الصغرى وساعدت الجبال الموجودة على تقسيم اليونان إلى مناطق نفوذ مختلفة ومن هنا نشأت المنافسة بين هذه الولايات لإبراز حضارة كل منها.
5- الناحية الدينية:
كان يعتمد الدين الإغريقي على عبادة الأشخاص أو الظواهر الطبيعية وكانت لكل بلد عبادة معينة وأعياد خاصة بها وتوجد أيضا آثار لمعتقدات وعبادات أخرى تعتمد على عبادة الأبطال وكان الرهبان والقساوسة هم الذين يقررون ذلك وربما لمدة معينة للرجال والنساء والأبطال وبعد ذلك تنتقي عنهم هذه الصلاحية ويعودون مرة أخرى لطبقة الشعب وقد كان للدين تأثير كبير على الاغريق مما ظهر بوضوح في معابدهم ويرجع هذا التأثير لأنهم كانوا ينظرون للدين نظرة فلسفية عميقة.
أنواع المباني الإغريقية
أولاً المعابد:
أهم ما يميز العمارة الإغريقية طرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي وعادة ما يسمى كل طراز من هذه الطرز النظام المعماري ولقد استعملت هذه التسمية فقط في العمارة الإغريقية لأن في استعمالها ما يوحي بأن المعبد الإغريقي الدوري استخدمت فيه عناصر موحدة ثابتة من حيث النوع والعدد ومن حيث علاقة هذه العناصر ببعضها البعض وعلى ذلك نرى مثلا أن المعابد الدورية تتشابه من حيث العناصر والتكوين والنظام وكذا المعابد الأيونية والكورنثية يشير النظام الدوري إلى الأجزاء الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام الرئيسية لهذا النظام القاعدة المدرجة ذات السلالم المرتفعة ثم بدن العمود نفسه ثم التكنة حيث يتكون العمود من بدن به تجاويف رأسية وتاج وتتكون التكنة من الحمال والإفريز والكورنيش ويبنى المبنى كله ببلوكات من الحجر للحصول على تقابلات وخطوط منتظمة ودقيقة وأحيانا تربط هذه القطع الحجرية بقطع معدنية عند الضرورة فيما يتعلق بالأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبيت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وساعد ذلك على سهولة احتراقها دائما.
المساقط الأفقية للمعابد:
المساقط الأفقية للمعابد ليست مرتبطة بالأنظمة وربما تختلف تلك الأنظمة تبعاً لحجم المبنى ولكن تتشابه هيأتها الأصلية فالنواة الأساسية في المعبد هي المحراب والمدخل المغطى وعلى جانبيه عمودان وأحيانا نجد مدخل أخر خلف المحراب لتأكيد التماثل والمحورية ويحيط بالمعبد رواق من الأعمدة.
يعتبر معبد أرتيمس في كورفي من أهم المعابد التي عبرت لنا عن الطراز الأيوني بوضوح وبصراحة ومما لا شك فيه أنهم اقتبسوا هذا النظام من المصريين القدماء كما سبق القول في طريقة البناء بالحجارة وطريقة خشخنة الأعمدة ولكن الفرق أن المعبد المصري أعتمد على التأثير الداخلي في زواره من رهبة أما الإغريقي فكان يقوم على التأثير في النفوس عن طريق المظهر الخارجي.
أهم المعابد الإغريقية:
معبد البارثينون:
ظهرت لنا المعابد الإغريقية الرائعة بعد تولي بركليس الحكم وذلك بعد أن تم تدمير هضبة الأكربول على يد الفرس عام 480 ق.م ووصلت ا تحت حكمه إلى أوج عظمتها ومن أهم هذه المعابد معبد الباراثينون وكان مخصص للألهه أثينا-كما كانوا يعتقدون.
بني معبد الباراثينون على هضبة الأكروبول من الرخام الأبيض الناصع على الضفة الجنوبية من الهضبة وقد استخدم هذا المعبد لأربع ديانات أثينا وكنيسة ثم كاتدرائية كاثوليكية ثم مسجدا تحت الحكم العثماني ولكنه دمر اثناء الحكم العثماني لاستخدامه كمخزن للذخيرة
التأثر بالحضارات السابقة(الحضارة الاغريقية)
التأثر بالحضارة الفرعونية:
تأثرت الحضارة الإغريقية بالحضارة الفرعونية تأثر واضح حيث كان للمصريين من عصر ما قبل الأسرات علاقات بسكان جزر البحر المتوسط تطورت بمرور الأجيال إلى معاملات تجارية نتجت عنها تأثيرات شتى في الحضارة والفن وظهر هذا التأثر في العمود الدوري فلا عجب عندما زار المعماري الإغريقي مصر ووجد معظم مساكنها بهذه الأعمدة البسيطة الأضلاع والزوايا وبما أنه يهتم بالبساطة فتأثر بهذا العمود البسيط وعلق في ذهنه بسهوله مما دفعه لتطبيقه في مسقط رأسه والتصرف في بعض التفاصيل المعمارية وسنضيف في نهاية البحث مقارنة بسيطة بين العمودين المصري والإغريقي.
التأثر بالحضارة الفارسية:
تأثرت الحضارة الإغريقية تأثرا غير مباشر بالحضارة الإغريقية ويتجلى ذلك في الروح الشرقية التي يتسم بها العمود الأيوني وذلك لاتخاذه الشكل اللولبي والذي يسمى باللفافات.
العمارة الإغريقية:
شيء طبيعي أن تكون الحضارة الإغريقية هي الملهم الأول والأخير للحضارة الرومانية كما كانت الحضارة الفرعونية هي الملهم الأول للحضارة الإغريقية ولذا جدير بالذكر ان نقول أن الحضارة الفرعونية كانت وما زالت الملاذ الدائم لأي معماري حتى يتخذها له منهاجا يسير عليه.
І – ظهرت الحضارة الإغريقية شمال البحر المتوسط، ومرت بثلاث مراحل:
1 ـ تواجدت بلاد الإغريق في موقع متميز:
ظهرت حضارة بلاد الإغريق (اليونان) بشبه جزيرة البلقان وخليج بحر إيجة بالساحل الشمالي للبحر المتوسط
بمنطقة جبلية سهولها ضيقة، تتناثر بها مجموعة من الجزر الصغيرة.
2 – مرت الحضارة الإغريقية بثلاث مراحل:
يُطلق سكان الإغريق على أنفسهم، إسم الآخيين أو الهيلينيين، وقد ظهرت حضارتهم 550 سنة قبل الميلاد ومرت
بعدة مراحل، أهمها: العصر الأرخي، العصر الكلاسيكي والعصر الهيلينيسي، ويعتبر العصر الكلاسيكي أزهى هذه
العصور نظرا للدور الفكري والسياسي الذي لعبته مدينة أثينا
ІІ– ساهم تنوع نظام الحكم الإغريقي في بناء حضارة راقية:
1 ـ اختلف نظام الحكم بين إسبرطة وأثينا:
اتبعت مدينة أثينا نظاما سياسيا ديمقراطيا أساسه المواطنة، يختار فيها الجميع من يحكمهم، باستثناء النساء
اللواتي كن محرومات من هذا الحق طبقت إسبرطة نظام حكم أرستقراطي جعل الحقوق السياسية في يد طبقة «المتساوون» فقط، في حين مُنحت
ل«البيريك» حقوق مدنية فقط، أما «الهيلـوت» فكانوا فئة في مرتبة العبيد
2 ـ شكلت الألعاب الأولمبية رمز وحدة المجتمع الإغريقي:
ابتكر الإغريق الألعاب الأولمبية التي كانت تقام كل أربع سنوات، وتشارك فيها جميع المدن الإغريقية.
خلال الاحتفالات بهذه الألعاب الرياضية كانت تمارس أيضا الطقوس الدينية من أجل التقارب والسلام بين مدن المنطقة.
ومما يميز الحضارة الاغريقية ،أن الحضارة البشرية حتى هذه اللحظة تسترجع كتب فلاسفتها الذين تميزوا وميّزوا حضارتهم منذ ذلك التأريخ وحتى الان .. وكان لدور الفلاسفة في الحكم الاغريقي كبير لدرجة أنه أثـّر على قرارات ملوكها ومستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري وهذا ماجعله ( الفكر- المنطق ) يتعارض مع خط رجال الدين فبدأ التصادم . وبالتأكيد فأن لقوة وخطورة الدين لدى الشعوب يجعلها تنتصر على مثيلاتها كون الدين بشكل عام منذ نشوئه(آدم) وحتى نهايته ( المهدي المنتظر عج والمسيح) يعتمد في اسسه على المنطق بينما ظاهره عاطفي ,ويهتم معظم رجال الدين ( عدا الانبياء) بالعاطفة لكسب رزقهم بوجه خاص ،مستغلين ايمان شعوبهم ونقاط ضعفهم تجاه الخوف والرهبة من حساب( اليوم الآخر ) جاعلين منهم أتباع ( سُذّج) يكررون ماينطق به رجال الدين خاصتهم دون مناقشة أو إعتراض , وهذا ماجعل الفلاسفة والمفكرين يتعارضون مع نهج رجال الدين وليس
الدين) نفسه.. وكان لقوة الدين ورجاله أنه لايمكن لآحد الاعتراض على قراراتهم لأنها نابعة من (السماء ) وهي أعى سلطة على الارض وبسموّها يسمو رجال الدين حتى فوق الملوك الذين هم نصفهم اله والنصف الآخر بشر .. وبالتأكيد فأن لتأثير رجال الدين ضد معارضيهم لابد وأن يجد له صدى سواء في البرلمان أو طبقة النبلاء بعد تأثيرهم المباشر طبعاً على عامة الشعب، وبالنتيجة استحصال قرارات تخدمهم ( ذاتياً) بشكل خاص ضد معارضيهم والذين هم ( الفلاسفة والمفكرين ) .. أن حسابات المنطق اوالفكرتتعارض مع العاطفة لكنها تتوافق مع العقل ( نابعة منه واليه ) لذا فأن أي خلاف بين المفكرين ورجال الدين يأتي من مبدأ الأختلاف في سوء استخدام الدين كواجهة وغطاء لنوايا أنانية ذاتية وشخصانية لاعلاقة لها بالدين وفلسفته . لذا نجد أن كل الفلاسفة قد قدموا طروحاتهم متوافقة ( الى حد ما) مع الفلسفة الالهية لكنها متعارضة في كثير منها مع رجال الدين , ويظهر جلياً موقف رجال الدين وسلطتهم العلوية في المجتمع الاغريقي في التحكم بمقدرات الدولة ( المملكة ) بملكها وأمرائها وفلاسفتها وبرلمانها وشعبها وكانت النتيجة اعدام أحد فلاسفتها ( سقراط) وتشريد آخر (إفلاطون )00
أن كل الاديان التي ظهرت سواء في العالم القديم او الحديث مرتبطة أساساً بفلسفة آلهية تواصلت مع الشعوب من خلال الأنبياء والمرسلين , لكن هذه الرسالات السماوية لم تحتفظ برونقها ( الروحي _المنطقي) بل طغى الجانب ( المادي _العاطفي) عليها مما جعلها ( اي الأديان) لعبة بيد من يمتلك هذه القدرة (المتمنطقة )ألا وهم رجال الدين ...
وحينما تعارضت أهداف الدين مع مايفعله رجاله وهو ماكشفه الفلاسفة والمفكرين ووضعوا اسس ( دنيوية) لمعتقداتهم وآرائهم حول الدين والاله والسمو والجليل وكانوا أقرب للأنبياء منهم لعامة الناس، أحسّ رجال الدين بأن منافسيهم يشكلون خطراً على ديمومتهم فأتهمومهم بالكفر والالحاد والزندقة مبررين ذلك بما قدمه الفلاسفة من تنظيرات مهمة وحساسة لعموم المجتمع الاغريقي التي تتعارض مع مفهوم رجال الدين مما يعني صدور قرار الاعدام بحق ( المنطق)، وهذا مانلاحظه في معظم ماانتجته عقول الفلاسفة البشر على مر التأريخ وأحياناً بدرجات متفاوتة قد تصل الى النقيض ( الديني_الآلهي) كما عند ( ماركس وانجلز) لكنها لاتبتعد عن مفهوم الدين كالمساواة بين الناس وتحقيق أهدافهم في الحياة وضمان الامان وتوزيع الثروات بشكل منطقي ومعقول وعلاقة الانسان بأخيه الانسان .. الخ.
أن العنصر الاساسي للفلسفة الاغريقية ( وهذا مانلاحظه فيما كتبه فلاسفتها او كتابها الروائيين والمسرحيين ) هي العلاقة بين الانسان والاله- والانسان والطبيعة – والانسان والانسان.
الاله الانسان ـــ الطبيعة الانسان
ولو عرجنا على الفلسفات السماوية لوجدنا انها تصب جميعاً في خدمة الانسان بما فيها الطبيعة ولعرفنا مدى التقارب بين الفلسفات الدينية والوضعية ( الدنيوية) لأهدافهما المشتركة رغم الفارق بينهما في أمور مختلفة وهو مانعني به الصراع بين الواجبات والحقوق وبين التشدد والتراخي وبين السماح وعدمه...
ولولا القناعة المنطقية لملوك وأمراء الحضارة الاغريقية بمدى خدمة الفلسفة في تطوير واقع مجتمعهم ومملكتهم لما ظهر مثل هؤلاء الفلاسفة خصوصاً إذا علمنا أن الملوك كانوا يعتبرون نصفهم اله والنصف الآخر من البشر،اي انهم قريبون من الآلهة اكثر من رجال الدين انفسهم، لكنهم ( الملوك ) بطبيعتهم البشرية ( وهذه حقيقة منطقية) كانوا ينساقون الى الفكر والمنطق البشري ملغيين بذلك نصفهم الالهي دون علمهم، وهنا يتدخل ر جال الدين لتصحيح الموقف والتذكير بالعواقب التي يمكن أن تحدث فيتراجع الملك أمامهم وينفذ مطالبهم رغم عدم قناعتهم الداخلية بذلك , مما يجعل الكفة تعود لصالح رجال الدين .المصدر
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih