علاقة اللفظ بمعناه عنداللغويين تحتمل أكثر من وجه، فقد تكون نوعا من التطابق التام بين اللفظ والمعنى،
بحيث لا يحتمل اللفظ الواحد إلا معنى واحدا، وقد يحتمل اللفظ الواحد أنواعا من
المعاني، والمعنى الواحد ألفاظا عديدة، وقد أشار(ابن فارس) في ملاحظة جامعة
لأنواعهذه العلاقات بين اللفظ ومعناه بقوله "ويسمى الشيئان المختلفان بالاسمين
المختلفين،وذلك أكثر الكلام كرجل وفرس، وتسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد،
نحو عين الماءوعين السحاب، ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة، نحو
السيف والمهند والحسام…ومنسنن العرب في الأسماء أن يسموا المتضادين
باسم واحد، سموا الجون للأسود والجونللأبيض"(47). يحدد ابن فارس بهذه
الملاحظة علاقة اللفظ بمعناه في مستويات أربعة هي: 1- ألفاظ ذات معاني مختلفة
كرجل وفرس وهو أكثر الكلام. 2- اللفظ الواحد يطلق علىمعاني متعددة ومتنوعة
كعين الماء وعين السحاب، وهو ما يسمى بالمشترك اللفظي. 3- ألفاظ متعددة
ومتباينة تطلق على معنى واحد كالسيف والمهند والحسام، وهو ما يسمى
بالترادف. 4- اللفظ الواحد يطلق على معنيين مختلفين متناقضين كإطلاق لفظ
الجون علىالأبيض والأسود، وهو ما يسمى بالتضاد.
وقد اختلف اللغويون العرباختلافا واسعا حول وقوع هذه الظواهر اللغوية التي
تؤطر العلاقة بين اللفظ ومعناه،فأنكر فريق منهم وجودها في اللغة، وأثبتها فريق آخر.
فبخصوص قضية الترادف فقداختلف اللغويون العرب اختلافا واسعا حول وقوعها
في اللغة فأنكر فريق منهم وجودهاوأثبتها فريق آخر. والواقع أن هذا الاختلاف
بين اللغويين مرده إلى خلاف مذهبي بينالفريقين حول موضوع (نشأة اللغة). فقد
انقسم علماء اللغة القدماء حول هذه النشأةإلى فرقين: فريق يمثله (ابن فارس)
ويذهب إلى أن اللغة توقيف ووحي، وفريق آخر يمثله (ابن جني) ويذهب إلى أن
اللغة تواضع واصطلاح. والقول بتوقيفية اللغة معناه أن اللهتعالى قد أوحى لآدم
وأوقفه على أسماء الأشياء كلها بكل اللغات مباشرة أو بواسطة بعدأن علمه
النطق(48). ودليلهم على ذلك قوله تعالى ﴿وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم
على الملائكة﴾(49). ومعنى علم الله آدم الأسماء كلها، أي علمه هذه اللغة
المألوفةلدينا، ومن ثم فالعلاقة بين الألفاظ ومعانيها هي من وضع الله تعالى
ووحيه، ويستشهدابن فارس على صحة مذهبه بتفسير(ابن عباس) للفظ
(الأسماء) في الآية بقوله "فكان ابنعباس يقول علمه الأسماء كلها، وهي هذه
الأسماء التي يتعارفها الناس، من دابة وأرضوسهل وجبل وجمل وحمار، وأشباه
ذلك من الأمم وغيرها"(50).
أما نظرية الاتفاق أوالمواضعة، فمؤداها أن اللغة ابتدعت واستحدثت بالتواضع
والاتفاق، ومن ثم فالعلاقةبين الألفاظ ومعانيها علاقة اتفاقية تقوم على ما يتفق
عليه الناس، أو يصطلحون علىاستخدامه، وذلك "كأن يجتمع حكيمان فصاعدا
فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياءالمعلومات، فيضعوا لكل واحد منهما سمة ولفظا
إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز منغيره…فكأنهم جاؤوا إلى واحد من بني آدم،
فأومأوا إليه وقالوا إنسان، إنسان، إنسان،فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد
به هذا الضرب منالمخلوق"(51).
وقد كان لهذا الموقف منأصل اللغة أثر كبير في تحديد موقف كل فريق من قضية
الترادف، فأصحاب التوقيف ينكرونوجود الترادف في اللغة، ومن هؤلاء (أحمد بن
فارس) (ت.395هـ) ويعبر عن هذا الرأيبقوله "والذي نقوله في هذا، أن الاسم
واحد وهو السيف، وما بعده من الألقابصفات"(52). فحمل الترادف على
الوصف، فجعل ألفاظا مثل المهند والحسام صفات تدل علىخصائص السيف، لا
على السيف نفسه، ولكل صفة منها معنى خاص يخالف معنى الصفة الأخرى. ولا
ينطبق هذا على الأسماء وحدها، وإنما يشمل الأفعال كذلك، نحو معنى ذهب وقعد
وجلسونام ورقد، فلكل فعل معنى خاص متفرد، وإذا شارك فعل فعلا في جانب
الدلالة خالفه فيجانب، وهذه المخالفة تجعله فعلا آخر ذا مدلول آخر. ويوضح (ابن
فارس) هذا الموقف منالترادف بقوله "ففي قعد معنى ليس في جلس، وكذلك
القول فيما سواه، ألا ترى أنا نقول (قام ثم قعد) و(أخذه المقيم والمقعد) و(قعدت
المرأة عن الحيض)، ونقول للناس منالخوارج (قعد)، ثم نقول (كان مضطجعا
فجلس) فيكون القعود عن قيام، والجلوس عن حالةهي دون (الجلوس) لأن
(الجلس) (المرتفع)، فالجلوس ارتفاع عما دونه، وعلى هذا يجريالباب
كلـه"
http://forum.stop55.com/209537-2.html
بحيث لا يحتمل اللفظ الواحد إلا معنى واحدا، وقد يحتمل اللفظ الواحد أنواعا من
المعاني، والمعنى الواحد ألفاظا عديدة، وقد أشار(ابن فارس) في ملاحظة جامعة
لأنواعهذه العلاقات بين اللفظ ومعناه بقوله "ويسمى الشيئان المختلفان بالاسمين
المختلفين،وذلك أكثر الكلام كرجل وفرس، وتسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد،
نحو عين الماءوعين السحاب، ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة، نحو
السيف والمهند والحسام…ومنسنن العرب في الأسماء أن يسموا المتضادين
باسم واحد، سموا الجون للأسود والجونللأبيض"(47). يحدد ابن فارس بهذه
الملاحظة علاقة اللفظ بمعناه في مستويات أربعة هي: 1- ألفاظ ذات معاني مختلفة
كرجل وفرس وهو أكثر الكلام. 2- اللفظ الواحد يطلق علىمعاني متعددة ومتنوعة
كعين الماء وعين السحاب، وهو ما يسمى بالمشترك اللفظي. 3- ألفاظ متعددة
ومتباينة تطلق على معنى واحد كالسيف والمهند والحسام، وهو ما يسمى
بالترادف. 4- اللفظ الواحد يطلق على معنيين مختلفين متناقضين كإطلاق لفظ
الجون علىالأبيض والأسود، وهو ما يسمى بالتضاد.
وقد اختلف اللغويون العرباختلافا واسعا حول وقوع هذه الظواهر اللغوية التي
تؤطر العلاقة بين اللفظ ومعناه،فأنكر فريق منهم وجودها في اللغة، وأثبتها فريق آخر.
فبخصوص قضية الترادف فقداختلف اللغويون العرب اختلافا واسعا حول وقوعها
في اللغة فأنكر فريق منهم وجودهاوأثبتها فريق آخر. والواقع أن هذا الاختلاف
بين اللغويين مرده إلى خلاف مذهبي بينالفريقين حول موضوع (نشأة اللغة). فقد
انقسم علماء اللغة القدماء حول هذه النشأةإلى فرقين: فريق يمثله (ابن فارس)
ويذهب إلى أن اللغة توقيف ووحي، وفريق آخر يمثله (ابن جني) ويذهب إلى أن
اللغة تواضع واصطلاح. والقول بتوقيفية اللغة معناه أن اللهتعالى قد أوحى لآدم
وأوقفه على أسماء الأشياء كلها بكل اللغات مباشرة أو بواسطة بعدأن علمه
النطق(48). ودليلهم على ذلك قوله تعالى ﴿وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم
على الملائكة﴾(49). ومعنى علم الله آدم الأسماء كلها، أي علمه هذه اللغة
المألوفةلدينا، ومن ثم فالعلاقة بين الألفاظ ومعانيها هي من وضع الله تعالى
ووحيه، ويستشهدابن فارس على صحة مذهبه بتفسير(ابن عباس) للفظ
(الأسماء) في الآية بقوله "فكان ابنعباس يقول علمه الأسماء كلها، وهي هذه
الأسماء التي يتعارفها الناس، من دابة وأرضوسهل وجبل وجمل وحمار، وأشباه
ذلك من الأمم وغيرها"(50).
أما نظرية الاتفاق أوالمواضعة، فمؤداها أن اللغة ابتدعت واستحدثت بالتواضع
والاتفاق، ومن ثم فالعلاقةبين الألفاظ ومعانيها علاقة اتفاقية تقوم على ما يتفق
عليه الناس، أو يصطلحون علىاستخدامه، وذلك "كأن يجتمع حكيمان فصاعدا
فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياءالمعلومات، فيضعوا لكل واحد منهما سمة ولفظا
إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز منغيره…فكأنهم جاؤوا إلى واحد من بني آدم،
فأومأوا إليه وقالوا إنسان، إنسان، إنسان،فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد
به هذا الضرب منالمخلوق"(51).
وقد كان لهذا الموقف منأصل اللغة أثر كبير في تحديد موقف كل فريق من قضية
الترادف، فأصحاب التوقيف ينكرونوجود الترادف في اللغة، ومن هؤلاء (أحمد بن
فارس) (ت.395هـ) ويعبر عن هذا الرأيبقوله "والذي نقوله في هذا، أن الاسم
واحد وهو السيف، وما بعده من الألقابصفات"(52). فحمل الترادف على
الوصف، فجعل ألفاظا مثل المهند والحسام صفات تدل علىخصائص السيف، لا
على السيف نفسه، ولكل صفة منها معنى خاص يخالف معنى الصفة الأخرى. ولا
ينطبق هذا على الأسماء وحدها، وإنما يشمل الأفعال كذلك، نحو معنى ذهب وقعد
وجلسونام ورقد، فلكل فعل معنى خاص متفرد، وإذا شارك فعل فعلا في جانب
الدلالة خالفه فيجانب، وهذه المخالفة تجعله فعلا آخر ذا مدلول آخر. ويوضح (ابن
فارس) هذا الموقف منالترادف بقوله "ففي قعد معنى ليس في جلس، وكذلك
القول فيما سواه، ألا ترى أنا نقول (قام ثم قعد) و(أخذه المقيم والمقعد) و(قعدت
المرأة عن الحيض)، ونقول للناس منالخوارج (قعد)، ثم نقول (كان مضطجعا
فجلس) فيكون القعود عن قيام، والجلوس عن حالةهي دون (الجلوس) لأن
(الجلس) (المرتفع)، فالجلوس ارتفاع عما دونه، وعلى هذا يجريالباب
كلـه"
http://forum.stop55.com/209537-2.html
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih