المقامه عبارة عن كتابة حسنة التأليف ، أنيقة التصفيف، تتضمن نكتة أدبيه ومدارُها على روايه لطيفه مختلفه تُسندُ إلى بعض الرواة ، ووقائع شتى تعزى إلى أحد الأدباء ؛ ةالمقصود منها غالبا جمع درر وغرر البيان وشوارد اللغه ونوادر الكلام ، منظوم ومنثور، فضلا عن ذكر الفرائد البديعه والرقائق الأدبيه ، كالرسائل المبتكرة والخطب المحبرة والمواعظ المبكيه والأضاحيك الملهيه.
وتنسب المقامات غالبا بالمكان التي تجري فيه أحداثها فيقال المقامه الحلبيه أو الموصليه أو تنسب للمروي عنه … وابتكر هذا الفن بديع الزمان الهمذاني وتلاه الحريري .
جزء من المقامة التاسعه الإسكندريه للحريري
أخبر الحارث بن همام قال : طحا بي مرح الشباب ، وهوى الإكتساب إلى أن جبتُ مابين فرغانه وغانه ، أخوض الغمار لأجني الثمار ، وأقتحم الأخطار لكي أدرك الأوطار ، وكنت لقفتُ من أفواه العلماء وثقفت من وصايا الحكماء ، أنه يلزم الأديب الأريب إذا دخل البلد الغريب، أن يستميل قاضيه، ويتخلص مراضيه ، ليشهد ظهرة عند الخصام ويأمن في الغربه جور الحكام . فاتخذت هذا الأدب إماما ، وجعلته لمصالحي زماما، فما دخلت مدينه ولا ولجت عرينه ، إلا وامتزجت بحاكمها امتزاج الماء بالراح، وتقويت بعنايته تقوي الأجساد بالأرواح ، فبينما أنا عند حاكم الإسكندريه، في عيشة عرّيه ، وقد أحضر مال الصدقات ليفضه على ذوي الفاقات ، إذ دخل شيخٌ عفريه تعتله امرأة مصيبه، فقالت: أيد الله القاضي ، وأدام به التراضي ، إني امرأة من أكرم جرثومه ، وأطهر أرومه ، وأشرف خؤولة وعمومه ، ميسمي الصون ، وشيمتي الهون، وخلقي نعم العون ، وبيني وبين جارتي بون ، وكان أبي اذا خطبني بناة المجد وأرباب الجد ، سكتهم وبكتهم وعاف وصلتهم وصِلتهم ، واحتج بأنه عاهد الله تعالى بحلفه أن لا يصاهر غير ذي حرفه ، فقيض القدر لنصبي ووصبي ، أن حضر هذا الخدعه ،نادي أبي فأقسم بين رهطه أنه وفق شرطه، وادعى أنه نظم درة ، فباعها ببدرة ، فاغتر أبي بزخرفة محاله ،وزوجنيه قبل اختبار حاله، فلما استخرجني من كناسي ، ورحلني عن ناسي، ونقلني إلى كسرة ، وحصلني تحت أسرة ، وجدته قعده جُثمه ، وألفيته ضُجعه نومه ، وكنت برياش وزيّ ، وأثاث وريّ ، فما برح يبيعه في سوق الهضم ، ويتلف ثمنه في الخضم والقضم ، إلى أن مزق مالي بأسرة ، وإنفق مالي في عسرة ، فلما أنساني طعم الراحه، وغادر بيتي أنقى من الراحه ، قلت له : ياهذا انه لا مخبأ بعد بوس ، ولا عطر بعد عروس ، فانهض للإكتساب بصنعتك ، واجتن ثمرة براعتك ، فزعم ان صناعته قد رُميت بالكساد لما ظهر في الأرض الفساد ، ولي منه سلاله ، كأنه خلاله ، وكلانا ماينال من شعبه ولا ترقأ له من الطوى دمعه ، وقد قدته إليك ، وأحضرته لديك ، لتعجم عود دعواه، وتحكم بيننا فيما أراك الله
المصدر
وتنسب المقامات غالبا بالمكان التي تجري فيه أحداثها فيقال المقامه الحلبيه أو الموصليه أو تنسب للمروي عنه … وابتكر هذا الفن بديع الزمان الهمذاني وتلاه الحريري .
جزء من المقامة التاسعه الإسكندريه للحريري
أخبر الحارث بن همام قال : طحا بي مرح الشباب ، وهوى الإكتساب إلى أن جبتُ مابين فرغانه وغانه ، أخوض الغمار لأجني الثمار ، وأقتحم الأخطار لكي أدرك الأوطار ، وكنت لقفتُ من أفواه العلماء وثقفت من وصايا الحكماء ، أنه يلزم الأديب الأريب إذا دخل البلد الغريب، أن يستميل قاضيه، ويتخلص مراضيه ، ليشهد ظهرة عند الخصام ويأمن في الغربه جور الحكام . فاتخذت هذا الأدب إماما ، وجعلته لمصالحي زماما، فما دخلت مدينه ولا ولجت عرينه ، إلا وامتزجت بحاكمها امتزاج الماء بالراح، وتقويت بعنايته تقوي الأجساد بالأرواح ، فبينما أنا عند حاكم الإسكندريه، في عيشة عرّيه ، وقد أحضر مال الصدقات ليفضه على ذوي الفاقات ، إذ دخل شيخٌ عفريه تعتله امرأة مصيبه، فقالت: أيد الله القاضي ، وأدام به التراضي ، إني امرأة من أكرم جرثومه ، وأطهر أرومه ، وأشرف خؤولة وعمومه ، ميسمي الصون ، وشيمتي الهون، وخلقي نعم العون ، وبيني وبين جارتي بون ، وكان أبي اذا خطبني بناة المجد وأرباب الجد ، سكتهم وبكتهم وعاف وصلتهم وصِلتهم ، واحتج بأنه عاهد الله تعالى بحلفه أن لا يصاهر غير ذي حرفه ، فقيض القدر لنصبي ووصبي ، أن حضر هذا الخدعه ،نادي أبي فأقسم بين رهطه أنه وفق شرطه، وادعى أنه نظم درة ، فباعها ببدرة ، فاغتر أبي بزخرفة محاله ،وزوجنيه قبل اختبار حاله، فلما استخرجني من كناسي ، ورحلني عن ناسي، ونقلني إلى كسرة ، وحصلني تحت أسرة ، وجدته قعده جُثمه ، وألفيته ضُجعه نومه ، وكنت برياش وزيّ ، وأثاث وريّ ، فما برح يبيعه في سوق الهضم ، ويتلف ثمنه في الخضم والقضم ، إلى أن مزق مالي بأسرة ، وإنفق مالي في عسرة ، فلما أنساني طعم الراحه، وغادر بيتي أنقى من الراحه ، قلت له : ياهذا انه لا مخبأ بعد بوس ، ولا عطر بعد عروس ، فانهض للإكتساب بصنعتك ، واجتن ثمرة براعتك ، فزعم ان صناعته قد رُميت بالكساد لما ظهر في الأرض الفساد ، ولي منه سلاله ، كأنه خلاله ، وكلانا ماينال من شعبه ولا ترقأ له من الطوى دمعه ، وقد قدته إليك ، وأحضرته لديك ، لتعجم عود دعواه، وتحكم بيننا فيما أراك الله
المصدر
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih