الهيام الصعب

الهيام الصعب
رمــتني اللطيفة يوما بطـرف فكــان هـلاكي هنـاك و حتفي
و صــار فـؤادي يتيما يعـاني و عقلي أصيب بمــس و خـطف
رفيـــعة قــدر سريعة بتـر لقيــت هــواها كرعد و قصف
و متعبــة للمحبيــن دومــا تعيشـــهم كالجنــود بعنــف
* * *
كـــأني وحـيد و ديني جـديد و دائــي بغيــر دواء ووصف
و ســري أشيع و ذاعت أموري فكيــف أسـر لـمن ليس يخـفي
و قــالوا الطيور تعاني إذن هـــــــي مثـلي، لفـقد حبيب و إلف
إذا غــاب عـني حبيبي أموت و لـو جئتمــوني شبيـها بألف
و إن سكــن القلـب حب يعيش إذا مـا تغذى بـوصل و عطـف
و مــا كبريـاء حبيبي جفـاء فــلا عيب فيه ، و لا أي سخف
و لكنني رغــم شيـبي صغيـر و أخفـى عليـه و يطلـب كشفي
حبيــبي كبيــر كبيـر كقلب بـــلادي و عذب كماء و صيف
* * *
هو الآن بيــن النجــوم سعـيد و أمـــا أنــا فبعــيد و منفي
فكـيف الوصول و كيف الوصـال و مـن يستطيـع عـلاجي و صرفي
فـلا المـوت أخشى إذا كان يدني و لا الـعيش أرضى إذا صار يطـفي
هـو الشعـلة المصطفــاة قديما و نـــار ألامســـها دون خوف
* * *
دمي نادر ، قلـما يوجد النـــا س مثلي عــزيز وجـودي وصنفي
دعــوني أمـارس كـل صلاتي أنـا لسـت وحـدي و أعـرف صفي
أنــا واقـف فـي الميادين مهما لقــيت و لايــرغم الدهــر أنفي
أكــلل بــالياسمين وجــودي و أرمــي الجمــود بعـيدا و أنفي
و أقرأ في كل يوم كتابــــــــــك ربي, و أملأ بالشــرح رفـي
غــــذائي غذاء الملوك: قليل . متاعي خفـــيف : لبــاسي وخفي
و مـــالي جناحـان حتى أطير و مـــالي قليل، نعم ليس يكــفي
و مــــالي عقار،ودار تقيـني ومشي المسافـــات يظمي و يحفي
* * *
لقد صـار حبي جنونا ، جراحي مفتحـــة، يتـــواصل نــزفي


وقــدمت نفسي ، و صفـر اليدين أنـا ما معي غير صدقي وحرفي
هيــام الشيــوخ شــباب جديد و مستقبل بالبشـائر يضــفي
أعــيش منارا ، و أبقى مزارا و ذكرى جمال تطوف و تشفي
دعــيني أغوص و أعلو و أعـنو لديك كطفل، و أمضي كطـيف
إذا كــــان قبري هنا في بلادي فــما مت لكنني بـعض وقف
* * *
رمـــتني اللطيفة فانحـاز ظلي برغم السنين و فقري و ضعفي
فـــزيدي خلاصة روحي حياتي صفاءا و صفي العلاقة صــفي
غــدا سوف يأتي الشروق و أحمـــل كالأنبياء كـــتابي و سـيفي
و أخـــرج للنـاس مثل المسيح و أترك سجني و أهجـر كهفي
* * *
أنـــا ما عرفت الهـيام صغيرا و لا بعدما أصبح الشيب ضيفي
و مـــا في مقالي حيـاء و زيغ ولا خنت يوما عجوزي ونصفي
سمـــوت و سميت نفسي إمـاما أرتب بـــيتي و أحفظ سقفي
و أرســــل نحو السمـاء دعائي فيــأتي الجواب بعون و لطف
أنــــا ما عرفت الهيام صغيرا و لا بعدما أصبح الشيب ضيفي
و لـــكنني سيد في ديــاري و لي موقف من أمامي وخلفي
أنــا كالفتيلة و الشمـع زادي منــير برغم الظلام و ظرفي
أنـــا لست أدفن حـيا أعاني الحيــاة و هذي المقابر ردفي
أتصـــبح يوما قريبا و لست تفــرق بين عزوفي وعـزفي
أنـا ما عــرفت الهيام صغيرا ولا بعـدما أصبح الشيب ضيفي
لـــطيفة شمس و ليس يراها صغـار المدينة في عز صيف
هي اللــغز غير عقلي و شكلي فلا الحال حالي و لا الكيف كيفي