المدرسة الإتباعية ( الإحيائية)
نشأة الاتجاه الإحيائي :
• أجمع الأدباء في القرن التاسع عشر على أن الشعر كان في أمس الحاجة إلى نهضة ، تواكب ما يلاحظ على الساحة الأوروبية ، و تعيد للشعر شعبيته و بريقه الذي إن لم يكن مات فهو خافت باهت.
• انتشر الإحساس بضرورة بعث الشعر عند شعراء في مختلف الأقطار العربية :
- في مصر ظهر البارودي و حافظ و شوقي
- في العراق أحمد الصافي النجفي و الزهاوي و معروف الرصافي
- في بلاد الشام عدنان مردم ، ومحمد البزم وسليم الزركلي.
- في ليبيا نجد رفيق المهداوي و أحمد على الشارف .
- في المغرب محمد غريط و محمد كنون .
- في الجزائر ، الأمير عبد القادر
• و قد واكبت هذه الحركة الشعرية حركة نقدية موازية ، حاولت أن تدرس هذه الظاهرة و تقيمها ، و من النقاد الذين تركوا بصماتهم في هذا المجال :
- شوقي ضيف ، الموسوعة الأدبية ،في كتابه ( شوقي شاعر العصر الحديث ) .
- و عمر الدسوقي ،في كتابه ( الأدب الحديث ) ، و ( الأدب العربي النعاصر في مصر)
- محمد مندور في كتابه ( الشعر المصري بعد شوقي ) .
- صلاح لبكي في لبنان في مجموعته النثرية .
- سامي الكيالي من سوريا في كتابه : ( الأدب العربي المعاصر في سوريا )
- محمد الطمار في الجزائر يؤرخ للشعر الجزائري في كتابه( تاريخ الأدب الجزائري)
- و صالح خرفي في كتابه ( الشعر الجزائري الحديث)
مفهوم الإتباعية :
كلمة ( اتباعية ) مرادفة للتقليدية ، و كلاهما يرتبط في المعنى بالكلاسيكية المشتقة من التعبير Classicu الذي استخدم للدلالة على الأدب الأسمى، و المقصود به هو الأدب الإغريقي و الأدب الروماني اللذان بني على أساسهما الشعر الكلاسيكي الأوروبي. ولقد كانت كلمة " كلاسيكية "ذات معنى طبقي تمييزي يفصل نوعا راقيا من الأدب عن نوع آخر منسوب إلى الطبقات الدنيا ، و معروف باسم Proletarius . ثم أصبحت تستخدم للدلالة على نتاج أدب من الدرجة الأولى 1 ، كما عنت الكلمة أيضا في اللغات اللاتينية الشيء القديم .
و تعتبر الكلاسيكية أقدم مذهب أدبي نشأ في أوربا نتيجة لحركة البعث العلمي التي بدأت في القرن 15 م. و أساس تلك النهضة قد كان بعث الثقافة و الآداب اليونانية و اللاتينية القديمة .
يقول الدكتور عتيق " و يتميز المذهب الكلاسيكي بغلبة الأسلوب على المعنى أو الشكل على المضمون ، و إيثار قيود الصنعة على حرية التعبير ، و إيثار التمسك بالعقل على طلاقة الشعور . وهو كما يقول أحد الأدباء " مذهب يأمر و ينهى ، يقول لك : افعل هذا و لا تفعل ذاك" أي أنه يفرض على الأديب في صناعته قيودا ورسوما عليه أن يراعيها في عمله الأدبي ، و إلا عد خارجا على أصول الكلاسيكية " 2
أما ميشيل عاصي فيرى عن الكلاسيكية : " إن أول ما نتبينه من خصائص التوازن بين مقوماتها، حضور العقل بشكل أولي ملحوظ، و من ثم نتبين من بعدُ حضور عنصري الخيال و الشعورحضورا ملازما ورديفا لحضور العقل، أي حضورا هو أقرب إلى خط التوازي بين عناصر الفن و مقوماته ." 3
الخصائص المعنوية و الأسلوبية للكلاسيكية :
و من هذا نستنتج أن أسس الكلاسيكية الغربية تتمثل في :
1 - جودة الصياغة اللغوية و فصاحة التعبير في غير تكلف و لا زخرفة لفظية، مع قوة العبارة ووضوح المعنى .
2 – الاعتماد على العقل الواعي المتزن ، الذي يكبح جماح الغرائز و العواطف .
و قد مثل الكلاسيكية في الشعر الأوروبي بشكل أوضح ، جماعة " البلياد " pléiade الفرنسية بزعامة الشاعر رونسار،
لكن الناقد " بوالو " هو الذي نظر لها من خلال كتابه فن الشعر في القرن السادس عشر . أما في انجلترا فقد انتقلت الكلاسيكية من التعبير عن الطبقة العليا إلى التعبير عن الطبقة الوسطى بما أنتجه " جون لوك " من الأفكارالداعية إلى الاهتمام بهذه الطبقة التي تعد العامل الأساس في تماسك المجتمع واستقراره .
و في ألمانيا يمكننا أن نتلمس الكلاسيكية في إنتاج غوتة و شيلر و كانت و غيرهم ، غير أنها كانت أقرب إلى المثالية ، و ابتعدت عن واقعها الاجتماعي و السياسي .
أما في الأدب العربي ، فلم تكن الكلاسيكية مطابقة تماما لمثيلتها في الغرب ، بل ربطت بالبيئة و التفكير العربيين ، و بإمكاننا أن نرى فيها خصائص مثل :
ا - محاكاة البناء الفني للقصيدة الجاهلية و الإسلامية و العباسية، و المحافظة على "عمود الشعر" القديم.
ب – تقديس القيم الإنسانية مثل للمروءة و الصدق و القيم الخيرة ، ومدح الأخلاق الفاضلة و نبذ الأخلاق الدنيئة.
ج – استلهام الموضوعات من الحوادث الكبرى و الأعمال الجليلة ، واستعادة الأمجاد و البطولات التي صنعها الأولون .
أما على المستوى الأسلوبي فند لها الخصائص الآتية :
ا – تقليد الأساليب التعبيرية القديمة ، و التقيد بأوزان الخليل ، على وزن واحد و قافية واحدة ، و الافتتاح بالتصريع.
ب – تقليد القدامى في أساليبهم البلاغية ، من حيث الصور البيانية و المحسنات البديعية .
ج – لم يشذوا عن الاشتقاقات اللغوية العجمية و أتوا باللفظ الجزل و التراكيب المتينة بقوالبها القديمة الجاهزة.
د – استعمال اللغة المباشرة، دون استغلال قواها الكامنة و إشعاعاتها الرمزية.
آراء في الكلاسيكية العربية :
يقول صلاح لبكي : " و قد حاول الشعراء محاكاة الأقدمين ، ظل نسيجا على منوالهم، أساليبه أساليبهم و أغراضه أغراضهم، . فمن استهلال بالغزل و تخلص إلى المدح، ومن وصف الطلول و الإبل لإلى ذكر أماكن الأعراب في البادية ، إلى مشاركة في الاستعارة و التشابيه ، إلى توشية لفظية و تزيين ." 4
و يقول طه حسين عن البارودي :" ...أصبح فذا من حيث إنه استطاع أن يرد إلى الشعر العربي من القوة و جزالة اللفظ ورصانة الأسلوب ودقة المعنى ما كان قد بعُد به العهد وطالت عليه القرون ." 5
الإحالات :
1 المصطلح في الأدب الغربي ، ناصر الحاني ، 121، منشورات المكتبة العصرية –صيدا، بيروت، 1968 .
2 انظر كتابه " في النقد الأدبي ، 245، دار النهضة العربية – بيروت ، 1972 .
3 الفن و الأدب ، 198، مؤسسة نوفل- بيروت، ط3 ، 1980 .
4 الأعمال الكاملة ، 139، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع،ط1 ، 1982 .
5 تقليد و تجديد، 80، دار العلم للملايين، دط ، دت .المصدر
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih