دراسات في السرد الحديث: السرد وبلاغة التعجيب في رواية خالد أقلعي "أطياف البيت القديم(درب الصوردو)"
أثبت خالد أقلعي في عمله السردي الجديد "أطياف البيت القديم(درب الصوردو)"[1] أنه يمتلك قدرة كبيرة على التلعب بجماليات الحكي، مؤكدا بذلك الثقة التي وضعها فيه النقاد الذين منحوه منذ سنوات جائزة اتحاد كتاب المغرب للشباب عن مجموعته القصصية:"دوائر مغلقة".
بين مجموعته القصصية تلك وعمله السردي الجديد مسافة زمنية كافية لكي يراكم الكاتب الناشئ وقتئذ خبرة في الكتابة السردية ويمتلك حيلها وأساليبها الساحرة.ولأجل ذلك كانت "أطياف" –من هذه الجهة-عملا سرديا فاتنا وممتعا. وإني أرى أن الأدب المغربي المعاصر ربح كاتبا موهوبا يتقن أسلوب السرد ويتحكم في أفانينه وينوع طرائقه على نحو يمكنه من الاستحواذ على القارئ وحبس أنفاسه.
غير أن هذه السمة ليست معيارا حاسما في صناعة عمل روائي.
لقد كاد خالد أقلعي في هذا العمل يختزل الجنس الروائي في الحكي الآسر؛ فالنص من بدايته إلى نهايته سلسلة من الحكايات الفاجعة لأفراد ينتمون إلى أسرة السارد أو إلى أفراد لهم صلة بها.والحق أن الكاتب أظهر ولعا شديدا بالحكي، ولعله كان يستجيب لحاجيات المتلقي المغربي الذي حُرِم لذة الاستمتاع بهذا المنزع الأسلوبي في كثير من نصوص السرد المغربي المعاصر.غير أن هذا المنزع الضروري لا يمكن أن يقوم بديلا عن أهم مكون في أي عمل روائي وهو الحبكة أو البناء الدرامي للمادة الحكائية.
إن "أطياف البيت القديم" ليست نصا روائيا بالمفهوم النوعي المتعارف عليه، على الرغم من أن الكاتب وضع على غلاف كتابه لفظ "رواية" موجها قراءه إلى التعامل مع نصه السردي في سياق مكونات هذا الجنس الأدبي وسماته.غير أن هذا التوجيه لم يفلح في ترسيخ المبدأ الأدبي الذي شاء الكاتب التواصل به مع القارئ الذي يطوي آخر صفحة في الكتاب دون أن يحصل لديه اقتناع بأن الكتاب الذي قرأه رواية.
لم يفلح الكاتب في تحويل الحكايات الآسرة إلى وحدة سردية روائية كلية.
ولا ريب أنه لم يكن غافلا عن هذا الأمر الضروري في أي عمل روائي، غير أنه ربما راهن على نمط مختلف من الوحدة أو الحبكة،نمط كشف عنه على لسان السارد في قوله:"هل هو قدر أهلي أن تتوزعهم الدنيا بين قاتل وعليل ومتشرد وعاجز ومجنون؟ أهو دمنا الحار الفوار المتمرد يأبى النهايات الرّطب الرتيبة؟ أليس في حيوات أعمامي وعماتي وتفرد مصائرهم ما يضفي على ذكراهم سمات تراجيدية تحفز الكتابة اللاهثة وتبرر انهمارها السردي؟"(ص.96 )
واضح أن الكاتب راهن في هذا العمل على نمط من البناء يقوم على وحدة المصير والمكان؛فالشخصيات التي احتضنها البيت القديم (العلية وغرفة الصنعة والصويلة وغرفة الموت والسطوح والمدخل) تؤول إلى مصير تراجيدي يسوغ من منظور السارد رواية حكاياتها، وكأن حوافز الحكي تنبني على التعجيب والغرابة؛حيث ينساق السارد إلى رواية حكايات عجيبة ومذهلة.غير أن غرابة هذه الوقائع لا تعني أنها ذات طبيعة خارقة أو مفارقة للواقع، بقدر ما تعني أنها غير مألوفة الحدوث أو أن درجة احتمال وقوعها ضعيف بالنسبة إلى شخصيات تنتمي جميعها إلى عائلة واحدة أو احتواها سقف واحد.
هكذا يتبين أن الكاتب راهن على بلاغة التعجيب بدل بلاغة البناء السردي الدرامي الممتد والمتنامي.
يروي السارد حكايات تراجيدية لأفراد عائلته( الجد والجدة والأعمام والعمات والخالة) أو لأفراد آخرين(فتيات الصنعة) ينتمون على نحو أو آخر إلى البيت القديم حيث نشأ السارد وعايش السقوط والانكسارات التي توالت بشكل متواتر دفع السارد إلى أن يتساءل عن السر وراء ذلك؟
والكاتب(السارد) يحكي عن بعض الشخصيات المذكورة ويترك أخرى أسماء بلا حكايات،لأنه مفتون بالمصائر العجيبة لشخصياته، مادام حدد وظيفته في تذكُّر السيرة الغريبة لعائلته ورواية حكايات أفرادها كما وقعت بالفعل لا كما ينبغي أن تقع.فالرهان السردي الأكبر قام على تحويل الوقائع إلى حكايات مؤثرة وجذابة تروى بصيغ متنوعة في الأسلوب والمنظور، وليس على بناء حبكة روائية تصهر هذه الحكايات في خط درامي أو حكاية كبرى تسري في أعماقها الداخلية وتنمو مع تراكمها.فالسارد شخصية من الشخصيات المشاركة في حكايات البيت القديم يروي ما شاهده أو وقع له أو يشرك الآخرين في الرواية. ولكن معظم هذه المرويات أو المحكيات يتلقاها القارئ ويستمتع بها في ذاتها دون أن يكون لها أي وظيفة في بناء الحبكة الكلية(؟) أو رسم شخصية السارد الطفل الذي ظل على امتداد صفحات العمل السردي ثابتا وغائبا لا يظهر إلا في القليل النادر ليذكرنا بوجوده باعتباره شخصية روائية لا تنسحب من الفضاء السردي بانتهاء حكاياتها كما حدث لكل شخصيات العمل التي تحولت إلى مجرد حكايات.
قليلة تلك المواقف السردية التي ظهر فيها السارد شخصية تتحرك في مسرح الأحداث، أو ظهر للقارئ فيها أنه شخصية روائية وليس مجرد عين تراقب وتسرد.
والحق أن المحنة كانت شديدة على الكاتب الذي جمع كل هذه الحكايات المؤثرة وحار كيف ينظمها في حبكة درامية متطورة؛ فكان لابد أن يوحي السارد إلى القارئ أحيانا أن ما يحكيه لهم ذو صلة بشخصيته حتى يضمن لعمله قدرا من الانسجام الذي يقتضيه العمل الروائي؛ فلا ينفرط عقده بسبب انهمار الحكايات على خطاب العمل:"هل تفسر هذه الأحداث ما أصبحت أعانيه، مع مرور الأيام، من عجز في مواجهة النساء ومعاشرتهن؟ ألم يؤثر هذا الحظر الحازم على حياتي الخاصة تأثيرا بالغا، فعزفت عن الزواج وارتضيت لنفسي صومعة أتردد بين حجراتها الرطبة الموحشة معانقا فرشاتي وأمراضي وهواجس سنواتي الخمسين."(ص.63)
ليس السارد هنا شخصية روائية تتشكل أمام أعيننا في خضم الوقائع والأحاسيس المتنامية والمتوترة، ولكنه شخص يوجد خارج الفضاء السردي للعمل؛ والكاتب يحاول أن يوحي إلى القارئ بإشارته السابقة أن كل ما يحكيه يخدم شخصية السارد.لكن القارئ يدرك أن السارد لم يرق، لا في طفولته ولا في حاضره، إلى أن يشكل شخصية روائية.
يقدم نص "أطياف" أكثر من دليل على أنه تنكب سبيل الرواية.
-يزخر النص بإشارات إلى فعل "التذكر" الذي يضطلع به السارد معتمدا مصادر متنوعة.والتذكر فعل يحيل إلى خطاب السيرة أكثر مما يحيل إلى الخطاب الروائي التخييلي.
- تهيمن على النص الوقائع بدل صور الشخصيات؛فقد اعتمد النص خطة تراكم الحكايات المأساوية التي أولت العناية إلى الوقائع بدل التصوير الدرامي للشخصيات.
- لم تحظ الأمكنة في النص بتصوير روائي وأدبي يرقى بها إلى أداء وظائف درامية ومجازية تعادل حضورها الكثيف في وجدان المتلقي الذي يشاطر الكاتب تجربته المختزنة عن معمار البيت التقليدي بأمكنته الشاعرية المنغرسة في الوجدان.لم يشكِّل المكان هنا عاملا لتوليد السرد بقدر ما شكَّل إطارا خارجيا انطلق منه السارد محلقا في حكاياته التعجيبية التي غالبا ما كانت تجري وقائعها بعيدة عن أمكنة البيت القديم.
-قوام بلاغة النص جلب الحكايات الفاجعة أو المأساوية ليوقع التعجيب في نفوس القراء؛ فقد سيطرت هذه الوظيفة على حساب الوظيفة الروائية التي تقتضي أن يقوم التخييل على حبكة روائية وشخصيات نامية؛ أي إن قوام بلاغة السرد الروائي هو صناعة الحبكات.
***
لقد انطلقت في قراءتي من مبدأ النوع الذي اختاره الكاتب إطارا لعمله؛أي إنني لم أفعل سوى ما أراده الكاتب من قرائه؛أن يقرءوا نصه باعتباره رواية.غير أن القراءة الفعلية لهذا العمل في ضوء المبدأ المحدد أعلاه أثبتت أن الكاتب استسلم لسحر الحكي وسلطانه الآسر غير عابئ بمكونات الرواية.
لكن خارج حدود هذا المعيار النقدي لا يستطيع أحد أن يسلب هذا العمل قدرته الساحرة على الحكي.وكم تمنيت لو أن هذا الكاتب الموهوب بذل مجهودا أكبر على مستوى الحبكة ومراجعة اللغة وتنقيتها من أخطاء معجمية ونحوية كثيرة.
http://medmechbal.blogspot.com/2008/10/blog-post_5265.html
أثبت خالد أقلعي في عمله السردي الجديد "أطياف البيت القديم(درب الصوردو)"[1] أنه يمتلك قدرة كبيرة على التلعب بجماليات الحكي، مؤكدا بذلك الثقة التي وضعها فيه النقاد الذين منحوه منذ سنوات جائزة اتحاد كتاب المغرب للشباب عن مجموعته القصصية:"دوائر مغلقة".
بين مجموعته القصصية تلك وعمله السردي الجديد مسافة زمنية كافية لكي يراكم الكاتب الناشئ وقتئذ خبرة في الكتابة السردية ويمتلك حيلها وأساليبها الساحرة.ولأجل ذلك كانت "أطياف" –من هذه الجهة-عملا سرديا فاتنا وممتعا. وإني أرى أن الأدب المغربي المعاصر ربح كاتبا موهوبا يتقن أسلوب السرد ويتحكم في أفانينه وينوع طرائقه على نحو يمكنه من الاستحواذ على القارئ وحبس أنفاسه.
غير أن هذه السمة ليست معيارا حاسما في صناعة عمل روائي.
لقد كاد خالد أقلعي في هذا العمل يختزل الجنس الروائي في الحكي الآسر؛ فالنص من بدايته إلى نهايته سلسلة من الحكايات الفاجعة لأفراد ينتمون إلى أسرة السارد أو إلى أفراد لهم صلة بها.والحق أن الكاتب أظهر ولعا شديدا بالحكي، ولعله كان يستجيب لحاجيات المتلقي المغربي الذي حُرِم لذة الاستمتاع بهذا المنزع الأسلوبي في كثير من نصوص السرد المغربي المعاصر.غير أن هذا المنزع الضروري لا يمكن أن يقوم بديلا عن أهم مكون في أي عمل روائي وهو الحبكة أو البناء الدرامي للمادة الحكائية.
إن "أطياف البيت القديم" ليست نصا روائيا بالمفهوم النوعي المتعارف عليه، على الرغم من أن الكاتب وضع على غلاف كتابه لفظ "رواية" موجها قراءه إلى التعامل مع نصه السردي في سياق مكونات هذا الجنس الأدبي وسماته.غير أن هذا التوجيه لم يفلح في ترسيخ المبدأ الأدبي الذي شاء الكاتب التواصل به مع القارئ الذي يطوي آخر صفحة في الكتاب دون أن يحصل لديه اقتناع بأن الكتاب الذي قرأه رواية.
لم يفلح الكاتب في تحويل الحكايات الآسرة إلى وحدة سردية روائية كلية.
ولا ريب أنه لم يكن غافلا عن هذا الأمر الضروري في أي عمل روائي، غير أنه ربما راهن على نمط مختلف من الوحدة أو الحبكة،نمط كشف عنه على لسان السارد في قوله:"هل هو قدر أهلي أن تتوزعهم الدنيا بين قاتل وعليل ومتشرد وعاجز ومجنون؟ أهو دمنا الحار الفوار المتمرد يأبى النهايات الرّطب الرتيبة؟ أليس في حيوات أعمامي وعماتي وتفرد مصائرهم ما يضفي على ذكراهم سمات تراجيدية تحفز الكتابة اللاهثة وتبرر انهمارها السردي؟"(ص.96 )
واضح أن الكاتب راهن في هذا العمل على نمط من البناء يقوم على وحدة المصير والمكان؛فالشخصيات التي احتضنها البيت القديم (العلية وغرفة الصنعة والصويلة وغرفة الموت والسطوح والمدخل) تؤول إلى مصير تراجيدي يسوغ من منظور السارد رواية حكاياتها، وكأن حوافز الحكي تنبني على التعجيب والغرابة؛حيث ينساق السارد إلى رواية حكايات عجيبة ومذهلة.غير أن غرابة هذه الوقائع لا تعني أنها ذات طبيعة خارقة أو مفارقة للواقع، بقدر ما تعني أنها غير مألوفة الحدوث أو أن درجة احتمال وقوعها ضعيف بالنسبة إلى شخصيات تنتمي جميعها إلى عائلة واحدة أو احتواها سقف واحد.
هكذا يتبين أن الكاتب راهن على بلاغة التعجيب بدل بلاغة البناء السردي الدرامي الممتد والمتنامي.
يروي السارد حكايات تراجيدية لأفراد عائلته( الجد والجدة والأعمام والعمات والخالة) أو لأفراد آخرين(فتيات الصنعة) ينتمون على نحو أو آخر إلى البيت القديم حيث نشأ السارد وعايش السقوط والانكسارات التي توالت بشكل متواتر دفع السارد إلى أن يتساءل عن السر وراء ذلك؟
والكاتب(السارد) يحكي عن بعض الشخصيات المذكورة ويترك أخرى أسماء بلا حكايات،لأنه مفتون بالمصائر العجيبة لشخصياته، مادام حدد وظيفته في تذكُّر السيرة الغريبة لعائلته ورواية حكايات أفرادها كما وقعت بالفعل لا كما ينبغي أن تقع.فالرهان السردي الأكبر قام على تحويل الوقائع إلى حكايات مؤثرة وجذابة تروى بصيغ متنوعة في الأسلوب والمنظور، وليس على بناء حبكة روائية تصهر هذه الحكايات في خط درامي أو حكاية كبرى تسري في أعماقها الداخلية وتنمو مع تراكمها.فالسارد شخصية من الشخصيات المشاركة في حكايات البيت القديم يروي ما شاهده أو وقع له أو يشرك الآخرين في الرواية. ولكن معظم هذه المرويات أو المحكيات يتلقاها القارئ ويستمتع بها في ذاتها دون أن يكون لها أي وظيفة في بناء الحبكة الكلية(؟) أو رسم شخصية السارد الطفل الذي ظل على امتداد صفحات العمل السردي ثابتا وغائبا لا يظهر إلا في القليل النادر ليذكرنا بوجوده باعتباره شخصية روائية لا تنسحب من الفضاء السردي بانتهاء حكاياتها كما حدث لكل شخصيات العمل التي تحولت إلى مجرد حكايات.
قليلة تلك المواقف السردية التي ظهر فيها السارد شخصية تتحرك في مسرح الأحداث، أو ظهر للقارئ فيها أنه شخصية روائية وليس مجرد عين تراقب وتسرد.
والحق أن المحنة كانت شديدة على الكاتب الذي جمع كل هذه الحكايات المؤثرة وحار كيف ينظمها في حبكة درامية متطورة؛ فكان لابد أن يوحي السارد إلى القارئ أحيانا أن ما يحكيه لهم ذو صلة بشخصيته حتى يضمن لعمله قدرا من الانسجام الذي يقتضيه العمل الروائي؛ فلا ينفرط عقده بسبب انهمار الحكايات على خطاب العمل:"هل تفسر هذه الأحداث ما أصبحت أعانيه، مع مرور الأيام، من عجز في مواجهة النساء ومعاشرتهن؟ ألم يؤثر هذا الحظر الحازم على حياتي الخاصة تأثيرا بالغا، فعزفت عن الزواج وارتضيت لنفسي صومعة أتردد بين حجراتها الرطبة الموحشة معانقا فرشاتي وأمراضي وهواجس سنواتي الخمسين."(ص.63)
ليس السارد هنا شخصية روائية تتشكل أمام أعيننا في خضم الوقائع والأحاسيس المتنامية والمتوترة، ولكنه شخص يوجد خارج الفضاء السردي للعمل؛ والكاتب يحاول أن يوحي إلى القارئ بإشارته السابقة أن كل ما يحكيه يخدم شخصية السارد.لكن القارئ يدرك أن السارد لم يرق، لا في طفولته ولا في حاضره، إلى أن يشكل شخصية روائية.
يقدم نص "أطياف" أكثر من دليل على أنه تنكب سبيل الرواية.
-يزخر النص بإشارات إلى فعل "التذكر" الذي يضطلع به السارد معتمدا مصادر متنوعة.والتذكر فعل يحيل إلى خطاب السيرة أكثر مما يحيل إلى الخطاب الروائي التخييلي.
- تهيمن على النص الوقائع بدل صور الشخصيات؛فقد اعتمد النص خطة تراكم الحكايات المأساوية التي أولت العناية إلى الوقائع بدل التصوير الدرامي للشخصيات.
- لم تحظ الأمكنة في النص بتصوير روائي وأدبي يرقى بها إلى أداء وظائف درامية ومجازية تعادل حضورها الكثيف في وجدان المتلقي الذي يشاطر الكاتب تجربته المختزنة عن معمار البيت التقليدي بأمكنته الشاعرية المنغرسة في الوجدان.لم يشكِّل المكان هنا عاملا لتوليد السرد بقدر ما شكَّل إطارا خارجيا انطلق منه السارد محلقا في حكاياته التعجيبية التي غالبا ما كانت تجري وقائعها بعيدة عن أمكنة البيت القديم.
-قوام بلاغة النص جلب الحكايات الفاجعة أو المأساوية ليوقع التعجيب في نفوس القراء؛ فقد سيطرت هذه الوظيفة على حساب الوظيفة الروائية التي تقتضي أن يقوم التخييل على حبكة روائية وشخصيات نامية؛ أي إن قوام بلاغة السرد الروائي هو صناعة الحبكات.
***
لقد انطلقت في قراءتي من مبدأ النوع الذي اختاره الكاتب إطارا لعمله؛أي إنني لم أفعل سوى ما أراده الكاتب من قرائه؛أن يقرءوا نصه باعتباره رواية.غير أن القراءة الفعلية لهذا العمل في ضوء المبدأ المحدد أعلاه أثبتت أن الكاتب استسلم لسحر الحكي وسلطانه الآسر غير عابئ بمكونات الرواية.
لكن خارج حدود هذا المعيار النقدي لا يستطيع أحد أن يسلب هذا العمل قدرته الساحرة على الحكي.وكم تمنيت لو أن هذا الكاتب الموهوب بذل مجهودا أكبر على مستوى الحبكة ومراجعة اللغة وتنقيتها من أخطاء معجمية ونحوية كثيرة.
http://medmechbal.blogspot.com/2008/10/blog-post_5265.html
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih