السرقات الشعرية ثلاث أنواع:
أولا: نوع أجمع علماء الشعر ونقاد الادب على استحسانه وتجويزه ومسامحة الشاعر فيه
1. نظم المنثور.
2. إحسان الآخذ على المأخوذ منه.
3. الشعر المحدود والمجدود.
4. تكافؤ إحسان المتبع والمبتدع.
5. نقل المعنى إلى غيره.
6. تقابل النظر في المعنى إلى مثله.
7. السلب.
8. الاهتدام وهو السلخ.
9. الالتقاط والتلفيق.
1- نظم المنثور: كان الأخطل من أقدم الشعراء الذين فعلوا ذلك؛ فقد عمد إلى قول بعض اليونانيين: العشق شغل القلب الفارغ، فنظمه قائلا:
وكم قتلت أروى بلا دية لها ..... وأروى لفرّاغ الرجال قتول
وقد زاد الأخطل فيه معنى القتل.
ومنه نظم أبي العتاهية ألوانا من الأحاديث النبوية وأقوال الحكماء والفلاسفة مثل قوله:
افرح بما تأتيه من طيّبٍ .... إن يد المعطي هي العليا
وقوله:
قد لعمري حكيْت لي غصص المو .... تِ وحركتني لها وسكنـْتا
مأخوذ من قول نادب الإسكندر عند وفاته وقد بكى من بحضرته: "حركنا بسكونه"
وقول شاعر:
وكن لما لست له راجيا .... أرجى لما ترجوه من غـُنمِ
إن ابن عمران مضى قابسا ... وعاد نبيا من أولى العزمِ
يقصد سيدنا موسى عليه السلام. والقول مأخوذ من قول ابن عائشة: "كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو؛ فإن موسى عليه السلام ذهب يقتبس نارا؛ فكلمه الله تعالى تكليما".
2. إحسان الآخذ على المأخوذ منه، وزيادته عليه:
وهو أن يأخذ الشاعر معنى سبقه إليه غيره فيكسوه أحسن لفظ، ويختار له الوزن الرشيق والمعنى الدقيق ليصير في الآذان أنفذ مسلكا، فيكون مستحقا له، بل أحق ممن ابتدعه، وقد وجد هذا اللون عند الشعراء منذ الجاهلية مثل قول الأعشى:
بها تـُنفض الأحلاس في كل منزل .... وتعقد أطراف الحبال وتطلق
مأخوذ من قول المسيب بن علس يصف سيرورة شعره:
بها تنفض الأحلاس والديك نائم .... إلى مشنفاتٍ آخر الليل ضمـّرِ
ومن ذلك قول قيس بن زهير:
تركت النهاب لأهل النهاب .... وأكرهت نفسي على ابن الحمق
أخذه عنترة وأحسن فيه:
ينبئك من شهد الوقيعة أنني .... أغشى الوغى وأعف عند المغنمِ
3. الشعر المحدود والمجدود: وهو اشتهار الآخذ بالمعنى دون غيره مثل قول عنترة
فشككت بالرمح الطويل ثيابه .... ليس الكريم على القنا بمحرمِ
أخذه من قول المهلهل:
لا تحسبن بني المرار وملكهم .... يوم اللقاء على القنا بحرامِ
فعلى الرغم من أن قول المهلهل هو الأصل فإن بيت عنترة هو الذي اشتهر لإحسانه وبراعته.
4. تكافؤ إحسان المتبع والمبتدع: وهو قريب من اللون السابق مثل قول الأعشى:
إذا حاجة ولـّتك لا تستطيعها .... فخذ طرفا من غيرها حين تسبقُ
وقول عمرو بن معدي كرب:
إذا لم تستطع شيئا فدعه .... وجاوزه إلى ما تستطيعُ
5. نقل المعنى إلى غيره: وهو أن ينقل الشاعر المعنى من وجهه الذي وجه له، وينقل اللفظ عن طريقه الذي سلك به إلى وجه آخر إخفاء للسرق والأحتذاء وتورية عن الاتباع والاقتفاء.
مثل قول امرئ القيس يصف فرسا:
طويلٌ عظيمٌ مطمئنٌ كأنه .... بأسفل ذي ماوانَ سرحةُ مرقبِ
أخذته الخنساء، فنقلته إلى المدح، وزادت فيه زيادة لطيفة، فقالت:
وإن صخرا لتأتم الهداة به .... كأنه علم في رأسه نارُ
ومثل قول أبي تمام في الهجو:
يتغفـّى عنهم ولكنه تنـْصل تنـ ... صل أخلاقه نصول المشيبِ
فقال البحتري، ونقله إلى جهة أخرى وأخفى السرق فيه:
والعيس تنصل من دجاء كما انجلى ... صبغ الشباب عن القذال الأشيبِ
6. تقابل النظر في المعنى إلى مثله: وهو أن يأتي الشاعر بمعنى في بيت بلفظ محصور، فيأتي شاعر آخر بجزء من ذلك المعنى في جزء من ذلك اللفظ مضافا إلى لفظ غيره، أو يأتي بالمعنى سائره في لفظ غير الأول جميعه فيكون ذلك تقابل النظر في المعنى إلى مثله، كقول أبي نواس:
لا أذوج الطير عن شجر ... قد بلوت المرّ من ثمره
قابل أبو الطيب المتنبي النظر في المعنى إلى مثله، فقال:
تخيروا شجراتٍ غيرَ زاكيةٍ ... لقد جنى ثمر المكروه جانيها
7. السلب: وهو أن يكون الشاعر المجود قد أتى بمعنى كساه لفظا، فيأخذ شاعر آخر أكثر ذلك المعنى، ويأتي له في لفظ غيره، وعليه مسحة من اللفظ الأول مثل قول ديك الجن:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فصادف قلبا فارغا فتمكنا
سلبه المتنبي، فقال:
ولكنّ حبا خامر القلب في الصبا .... يزيد على مر الزمان ويشتدُّ
8. السلخ أو الاهتدام: والفرق بين السلخ والسلب أن السلخ: أخذ المعنى والإتيان بأكثر لفظه، أما السلب فهو أخذ المعنى وتغيير لفظه، والسلخ كقول البحتري:
وغريرة الألحاظ ناعمة الصبا .... غَرِيَ الوشاة بها ولجَّ العذلُ
سلخه المتنبي، فقال:
كم وقفة سحرتك شوقا بعدما ..... غري الوشاة بها ولجّ العذلُ
9. الالتقاط والتلفيق: وهو ترقيع الألفاظ، وتلفيقها، واجتلاب الشاعر الكلام من أبيات أخر حتى ينظم بيتا مثل قول يزيد بن الطثرية:
إذا ما رآني مقبلا غضّ طرفه .... كأن شعاع الشمس دوني مقابله
فقوله (إذا ما رآني مقبلا) مأخوذ من قول جميل:
إذا ما رأوني مقبلا من ثنية .... يقولون من هذا وقد عرفوني
وقوله (غض الطرف) مأخوذ من قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير .... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وقوله (كأن شعاع الشمس دوني مقابله) من قول عنترة الطائي:
إذا أبصرتني أعرضت عني .... كأن الشمس من قبلي تدور
الموضوع الأصلي : السرقات الشعرية وأنواعهــا | المصدر : ملتقى طلاب فلسطين | الكاتب : د. حسين رومي
أولا: نوع أجمع علماء الشعر ونقاد الادب على استحسانه وتجويزه ومسامحة الشاعر فيه
1. نظم المنثور.
2. إحسان الآخذ على المأخوذ منه.
3. الشعر المحدود والمجدود.
4. تكافؤ إحسان المتبع والمبتدع.
5. نقل المعنى إلى غيره.
6. تقابل النظر في المعنى إلى مثله.
7. السلب.
8. الاهتدام وهو السلخ.
9. الالتقاط والتلفيق.
1- نظم المنثور: كان الأخطل من أقدم الشعراء الذين فعلوا ذلك؛ فقد عمد إلى قول بعض اليونانيين: العشق شغل القلب الفارغ، فنظمه قائلا:
وكم قتلت أروى بلا دية لها ..... وأروى لفرّاغ الرجال قتول
وقد زاد الأخطل فيه معنى القتل.
ومنه نظم أبي العتاهية ألوانا من الأحاديث النبوية وأقوال الحكماء والفلاسفة مثل قوله:
افرح بما تأتيه من طيّبٍ .... إن يد المعطي هي العليا
وقوله:
قد لعمري حكيْت لي غصص المو .... تِ وحركتني لها وسكنـْتا
مأخوذ من قول نادب الإسكندر عند وفاته وقد بكى من بحضرته: "حركنا بسكونه"
وقول شاعر:
وكن لما لست له راجيا .... أرجى لما ترجوه من غـُنمِ
إن ابن عمران مضى قابسا ... وعاد نبيا من أولى العزمِ
يقصد سيدنا موسى عليه السلام. والقول مأخوذ من قول ابن عائشة: "كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو؛ فإن موسى عليه السلام ذهب يقتبس نارا؛ فكلمه الله تعالى تكليما".
2. إحسان الآخذ على المأخوذ منه، وزيادته عليه:
وهو أن يأخذ الشاعر معنى سبقه إليه غيره فيكسوه أحسن لفظ، ويختار له الوزن الرشيق والمعنى الدقيق ليصير في الآذان أنفذ مسلكا، فيكون مستحقا له، بل أحق ممن ابتدعه، وقد وجد هذا اللون عند الشعراء منذ الجاهلية مثل قول الأعشى:
بها تـُنفض الأحلاس في كل منزل .... وتعقد أطراف الحبال وتطلق
مأخوذ من قول المسيب بن علس يصف سيرورة شعره:
بها تنفض الأحلاس والديك نائم .... إلى مشنفاتٍ آخر الليل ضمـّرِ
ومن ذلك قول قيس بن زهير:
تركت النهاب لأهل النهاب .... وأكرهت نفسي على ابن الحمق
أخذه عنترة وأحسن فيه:
ينبئك من شهد الوقيعة أنني .... أغشى الوغى وأعف عند المغنمِ
3. الشعر المحدود والمجدود: وهو اشتهار الآخذ بالمعنى دون غيره مثل قول عنترة
فشككت بالرمح الطويل ثيابه .... ليس الكريم على القنا بمحرمِ
أخذه من قول المهلهل:
لا تحسبن بني المرار وملكهم .... يوم اللقاء على القنا بحرامِ
فعلى الرغم من أن قول المهلهل هو الأصل فإن بيت عنترة هو الذي اشتهر لإحسانه وبراعته.
4. تكافؤ إحسان المتبع والمبتدع: وهو قريب من اللون السابق مثل قول الأعشى:
إذا حاجة ولـّتك لا تستطيعها .... فخذ طرفا من غيرها حين تسبقُ
وقول عمرو بن معدي كرب:
إذا لم تستطع شيئا فدعه .... وجاوزه إلى ما تستطيعُ
5. نقل المعنى إلى غيره: وهو أن ينقل الشاعر المعنى من وجهه الذي وجه له، وينقل اللفظ عن طريقه الذي سلك به إلى وجه آخر إخفاء للسرق والأحتذاء وتورية عن الاتباع والاقتفاء.
مثل قول امرئ القيس يصف فرسا:
طويلٌ عظيمٌ مطمئنٌ كأنه .... بأسفل ذي ماوانَ سرحةُ مرقبِ
أخذته الخنساء، فنقلته إلى المدح، وزادت فيه زيادة لطيفة، فقالت:
وإن صخرا لتأتم الهداة به .... كأنه علم في رأسه نارُ
ومثل قول أبي تمام في الهجو:
يتغفـّى عنهم ولكنه تنـْصل تنـ ... صل أخلاقه نصول المشيبِ
فقال البحتري، ونقله إلى جهة أخرى وأخفى السرق فيه:
والعيس تنصل من دجاء كما انجلى ... صبغ الشباب عن القذال الأشيبِ
6. تقابل النظر في المعنى إلى مثله: وهو أن يأتي الشاعر بمعنى في بيت بلفظ محصور، فيأتي شاعر آخر بجزء من ذلك المعنى في جزء من ذلك اللفظ مضافا إلى لفظ غيره، أو يأتي بالمعنى سائره في لفظ غير الأول جميعه فيكون ذلك تقابل النظر في المعنى إلى مثله، كقول أبي نواس:
لا أذوج الطير عن شجر ... قد بلوت المرّ من ثمره
قابل أبو الطيب المتنبي النظر في المعنى إلى مثله، فقال:
تخيروا شجراتٍ غيرَ زاكيةٍ ... لقد جنى ثمر المكروه جانيها
7. السلب: وهو أن يكون الشاعر المجود قد أتى بمعنى كساه لفظا، فيأخذ شاعر آخر أكثر ذلك المعنى، ويأتي له في لفظ غيره، وعليه مسحة من اللفظ الأول مثل قول ديك الجن:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فصادف قلبا فارغا فتمكنا
سلبه المتنبي، فقال:
ولكنّ حبا خامر القلب في الصبا .... يزيد على مر الزمان ويشتدُّ
8. السلخ أو الاهتدام: والفرق بين السلخ والسلب أن السلخ: أخذ المعنى والإتيان بأكثر لفظه، أما السلب فهو أخذ المعنى وتغيير لفظه، والسلخ كقول البحتري:
وغريرة الألحاظ ناعمة الصبا .... غَرِيَ الوشاة بها ولجَّ العذلُ
سلخه المتنبي، فقال:
كم وقفة سحرتك شوقا بعدما ..... غري الوشاة بها ولجّ العذلُ
9. الالتقاط والتلفيق: وهو ترقيع الألفاظ، وتلفيقها، واجتلاب الشاعر الكلام من أبيات أخر حتى ينظم بيتا مثل قول يزيد بن الطثرية:
إذا ما رآني مقبلا غضّ طرفه .... كأن شعاع الشمس دوني مقابله
فقوله (إذا ما رآني مقبلا) مأخوذ من قول جميل:
إذا ما رأوني مقبلا من ثنية .... يقولون من هذا وقد عرفوني
وقوله (غض الطرف) مأخوذ من قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير .... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وقوله (كأن شعاع الشمس دوني مقابله) من قول عنترة الطائي:
إذا أبصرتني أعرضت عني .... كأن الشمس من قبلي تدور
الموضوع الأصلي : السرقات الشعرية وأنواعهــا | المصدر : ملتقى طلاب فلسطين | الكاتب : د. حسين رومي
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih