القرآن الكريم لغة البنية الاشتقاقية الأساس
حامد السحلي
العربية شأنها شأن أفراد عائلتها لغة اشتقاقية وأنا أرى أن الأصل في كل اللغات أنها لغات اشتقاقية
وما أقصده بلغة اشتقاقية هو أن العلاقات البنيوية والصوتية بين مفردات اللغة هي انعكاس للعلاقات المنطقية والتصورية للأشياء والمحسوسات والمعاني التي تعبر عنها مفردات اللغة
فكما أن الكون بكل موجوداته المادية والمعنوية والتجريدية مترابط فالتسميات تتبع نفس هذا الترابط في أصل اللغة الاشتقاقية المعيارية أي الأصل التلقائي الموجودة أسسه خلقيا في دماغ كل إنسان
وبالتالي هناك نقطة بداية لأي لغة اشتقاقية معيارية هذه النقطة قد تكون تواضعا وقد تكون أسماء أصوات أو أساليب أخرى وعلاقات هذه الجملة البسيطة البدائية من الكلمات النسبية هي ما يحدد آلية التقابل الاشتقاقية بين موجودات الكون ومسمياتها في تلك اللغة
ولكن البشر ليسوا متساوي القدرة والمنطق كما أن أشياء كثيرة من موجودات الكون ليست مفهومة أو مفهومة خطأا من أفراد المجتمع الانساني وهذا الفهم يتطور مع الزمن وأشياء جديدة تظهر كل يوم... لهذه الأسباب يظهر رديف غير اشتقاقي في اللغات هو التواضع أي القبول بألفاظ للدلالة على معان خارج السياق الاشتقاقي للغة وهذه الآليات غير الاشتقاقية تتأتى من مصادر شتى منها الاستيراد ومنها تحويل المفردات أو دمجها... إلخ
مع تطور المجتمعات تطغى الآليات غير الاشتقاقية على اللغة وتظهر آليات اشتقاقية جديدة اعتمادا على مجموع الانحرافات أي كما لو كانت تقعيدا جديدا لآليات اشتقاق ولكنه أكثر تعقيدا وأقل ترابطا من الآلية الأولية
وبموجب هذه الفرضية كلما كان المجتمع أبسط وأكثر انعزالا كانت لغته أقرب إلى البنية الاشتقاقية المثالية وأقل انحرافا بفعل التواضع وبالنسبة للعربية وشقيقاتها إذا سمينا القرب من البنية الاشتقاقية المثالية فصاحة...
نخلص إلى النتيجة الأولى البدو الأكثر انعزالا وأقل تطورا هم الأفصح
عامل آخر حاسم أضفى تأثيره على عائلة اللغات التي اصطلح استاذنا عبد الرحمن السليمان تسميتها اللغات الجزيرية وهو الوحي
تتطور اللغات وتنحرف عن بنيتها الاشتقاقية البسيطة إلى بنية معقدة ولكن خلال هذا التطور يظهر الرسل ومعهم كتب موحاة من الله الخالق وهذا الوحي هو بنفس لغة القوم الموجه لهم ولكنه (وهذا من عندي) يستند إلى أقرب شكل معياري للغة القوم أي أنه مستند أشد ما يمكن أن يكون فصاحة وفق تعريفنا السابق للفصاحة بحيث يبقى مفهوما للقوم... وإذا استقرت رسالة الرسول وانتصرت وتشكلت أمة مؤمنة فإنه على مدى الأجيال التالية ستكون هناك دراسة وتناقل للكتاب الذي يصبح والحالة هذه معيارا تصحيحيا يعيد اللغة إلى بنيتها الاشتقاقية..
ونخلص إلى النتيجة الثانية وهي أنه في العائلة الجزيرية ظلت البنية الاشتقاقية المطردة مسيطرة وأقوى من الآليات التواضعية بسبب تعاقب الرسل
من بين العائلة الجزيرية ظلت عربية العرب المستعربة أي العربية الشمالية اللهجة أو اللغة الأكثر بداوة أي الأكثر فصاحة وفق النتيجة الأولى
وبحكم موقع مكة المركزي والحج إلى الكعبة فقد كانت مكة موئل الفصاحة وعلى لغتها أن تحافظ على كونها رابط جميع اللهجات ولتكون عامل جمع بين قوم بدو أميين دون دراسات أو تعليم كان يجب أن تبقى مرتبطة بالآلية الاشتقاقية المنطقية البسيطة وهكذا بقيت جميع اللهجات فصيحة بحكم تباعد الصحراء ورابط الحج السنوي فلم يكن من الممكن بسهولة أن تتطور لهجة بعيدا عن الفصاحة الاشتقاقية طالما ظل قومها مرتبطين بالكعبة أي أحنافا
ولكن هذا لم يستمر للأبد وبدأت الأطراف الشمالية والجنوبية للجزيرة باعتناق المسيحية واليهودية وبدأت لهجاتها بالانحراف ولكن ظهر الإسلام وبعث الرسول محمد "ص" وهنا جاء التأثير الثالث وهو القرآن
والقرآن أحد الكتب السماوية (الأشد فصاحة) ولكنه يحمل في بنيته اللغوية معجزة إلهية وأنا أعتقد أن القرآن يستند تماما (وليس أقرب ما يمكن) للبنية الاشتقاقية الأساسية وبما أن لغة قريش قبيلة الرسول محمد "ص" هي اللغة الوسط التي تحمل معظم البنية الاشتقاقية فهي كانت أقرب اللهجات إلى لغة القرآن ولكنها ليست مطابقة لأن أجزاء من البنية الاشتقاقية الكلية أهملها العرب واستعاضوا عنها بالتواضع أو أنهم كانوا عاجزين عن إدراكها ولكن القرآن ظل مفهوما تماما لهم يوصل المعنى البسيط المطلوب وفق مفاهيمهم ولكن بعيدا عن التأثر بشذوذ لغتهم
خلال ثلاث وعشرين عاما سيطر الإسلام على العرب واندفعوا كمسلمين ليسيطروا على أمم أكثر منهم تطورا حضاريا وخلال بضعة عقود سيطرت عليهم المدنية خصوصا وأن القرآن ذم الأعراب معتبرا إياهم أقرب للكفر وكان على العربية أن تتطور بسرعة لتحمل المفاهيم الجديدة ولم يكن هذا ممكنا أبدا مع المحافظة على البنية الاشتقاقية سائدة كليا ومع الكم الهائل من المفاهيم الجديد وترامي أطراف الدولة وعدم وجود بنية بحثية ممنهجة لتطوير اللغة وبالتالي بنفس سرعة سيطرة المدنية على العرب فقدوا لغتهم الفصحى أي خلال عدة عقود ورغم أن اللغة المنطوقة ظلت فصحى إلا أن الناطقين بها كانوا يفهمونها كما لو كانت متواضعا عليها مع إدراك ضعيف لبنيتها الاشتقاقية وبالتالي لم يعد بإمكانهم تطويرها على أسسها الاشتقاقية وابتعدوا تماما عن إدراك لغة القرآن ولهذا احتاجوا بدءا من نهاية القرن الأول لتطوير بحث في العربية والفقه الذي هو في أساسه فهم للوحي على أساس المعطيات الحياتية المتاحة والجميع تقريبا يفهمون المعطيات الحياتية ولكن قليلون من يفهمون القرآن لأن لغتهم من حيث البنية لم تعد فصحى وفق تعريفنا.
الخلاصة:
1. الفصاحة هي إدراك ملائم للبنى الاشتقاقية التي هي آلية تناظر بين الأشياء ومسمياتها
2. البدو والمجتمعات الأكثر انعزالا وبساطة هم الأكثر فصاحة
3. رغم تطور الحياة وتدخل آليات التواضع لحرف اللغة عن فصاحتها فإن تعاقب الرسالات ساهم في كبح الانحراف في عائلة اللغات الجزيرية
4. لغة القرآن هي العربية الاشتقاقية مجردة من تأثيرات التواضع وهي ليست مطابقة تماما لأي لهجة من لهجات العرب زمن النزول
5. لم يكن بإمكان العرب تطوير لغة القرآن وفق بنيتها الاشتقاقية بالسرعة المطلوبة بعد الفتوحات ففقدوا لغة القرآن وأصبحت لغتهم تواضعية وبدأت بالانحدار
6. مع الضعف وبدء انتشار الفوضى وعودة الأمية ازدادت سرعة انحدار اللغة بشكل إقليمي وأحيانا في مجتمعات صغيرة جدا وظهرت عاميات بعيدة تماما عن الفصحى ولم تعد الفصحى مفهومة حتى كلغة تواضعية
7. لماذا لم تحافظ الفصحى على وجودها وسط الأعراب في جزيرة العرب.. لأنهم ليسوا جميعا عرب.. لأن الفوضى أفقدتهم التأثير المركزي لمكة
هذا الموضوع متصل بـ
http://www.atinternational.org/forum...67&postcount=5
www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=356966
حامد السحلي
العربية شأنها شأن أفراد عائلتها لغة اشتقاقية وأنا أرى أن الأصل في كل اللغات أنها لغات اشتقاقية
وما أقصده بلغة اشتقاقية هو أن العلاقات البنيوية والصوتية بين مفردات اللغة هي انعكاس للعلاقات المنطقية والتصورية للأشياء والمحسوسات والمعاني التي تعبر عنها مفردات اللغة
فكما أن الكون بكل موجوداته المادية والمعنوية والتجريدية مترابط فالتسميات تتبع نفس هذا الترابط في أصل اللغة الاشتقاقية المعيارية أي الأصل التلقائي الموجودة أسسه خلقيا في دماغ كل إنسان
وبالتالي هناك نقطة بداية لأي لغة اشتقاقية معيارية هذه النقطة قد تكون تواضعا وقد تكون أسماء أصوات أو أساليب أخرى وعلاقات هذه الجملة البسيطة البدائية من الكلمات النسبية هي ما يحدد آلية التقابل الاشتقاقية بين موجودات الكون ومسمياتها في تلك اللغة
ولكن البشر ليسوا متساوي القدرة والمنطق كما أن أشياء كثيرة من موجودات الكون ليست مفهومة أو مفهومة خطأا من أفراد المجتمع الانساني وهذا الفهم يتطور مع الزمن وأشياء جديدة تظهر كل يوم... لهذه الأسباب يظهر رديف غير اشتقاقي في اللغات هو التواضع أي القبول بألفاظ للدلالة على معان خارج السياق الاشتقاقي للغة وهذه الآليات غير الاشتقاقية تتأتى من مصادر شتى منها الاستيراد ومنها تحويل المفردات أو دمجها... إلخ
مع تطور المجتمعات تطغى الآليات غير الاشتقاقية على اللغة وتظهر آليات اشتقاقية جديدة اعتمادا على مجموع الانحرافات أي كما لو كانت تقعيدا جديدا لآليات اشتقاق ولكنه أكثر تعقيدا وأقل ترابطا من الآلية الأولية
وبموجب هذه الفرضية كلما كان المجتمع أبسط وأكثر انعزالا كانت لغته أقرب إلى البنية الاشتقاقية المثالية وأقل انحرافا بفعل التواضع وبالنسبة للعربية وشقيقاتها إذا سمينا القرب من البنية الاشتقاقية المثالية فصاحة...
نخلص إلى النتيجة الأولى البدو الأكثر انعزالا وأقل تطورا هم الأفصح
عامل آخر حاسم أضفى تأثيره على عائلة اللغات التي اصطلح استاذنا عبد الرحمن السليمان تسميتها اللغات الجزيرية وهو الوحي
تتطور اللغات وتنحرف عن بنيتها الاشتقاقية البسيطة إلى بنية معقدة ولكن خلال هذا التطور يظهر الرسل ومعهم كتب موحاة من الله الخالق وهذا الوحي هو بنفس لغة القوم الموجه لهم ولكنه (وهذا من عندي) يستند إلى أقرب شكل معياري للغة القوم أي أنه مستند أشد ما يمكن أن يكون فصاحة وفق تعريفنا السابق للفصاحة بحيث يبقى مفهوما للقوم... وإذا استقرت رسالة الرسول وانتصرت وتشكلت أمة مؤمنة فإنه على مدى الأجيال التالية ستكون هناك دراسة وتناقل للكتاب الذي يصبح والحالة هذه معيارا تصحيحيا يعيد اللغة إلى بنيتها الاشتقاقية..
ونخلص إلى النتيجة الثانية وهي أنه في العائلة الجزيرية ظلت البنية الاشتقاقية المطردة مسيطرة وأقوى من الآليات التواضعية بسبب تعاقب الرسل
من بين العائلة الجزيرية ظلت عربية العرب المستعربة أي العربية الشمالية اللهجة أو اللغة الأكثر بداوة أي الأكثر فصاحة وفق النتيجة الأولى
وبحكم موقع مكة المركزي والحج إلى الكعبة فقد كانت مكة موئل الفصاحة وعلى لغتها أن تحافظ على كونها رابط جميع اللهجات ولتكون عامل جمع بين قوم بدو أميين دون دراسات أو تعليم كان يجب أن تبقى مرتبطة بالآلية الاشتقاقية المنطقية البسيطة وهكذا بقيت جميع اللهجات فصيحة بحكم تباعد الصحراء ورابط الحج السنوي فلم يكن من الممكن بسهولة أن تتطور لهجة بعيدا عن الفصاحة الاشتقاقية طالما ظل قومها مرتبطين بالكعبة أي أحنافا
ولكن هذا لم يستمر للأبد وبدأت الأطراف الشمالية والجنوبية للجزيرة باعتناق المسيحية واليهودية وبدأت لهجاتها بالانحراف ولكن ظهر الإسلام وبعث الرسول محمد "ص" وهنا جاء التأثير الثالث وهو القرآن
والقرآن أحد الكتب السماوية (الأشد فصاحة) ولكنه يحمل في بنيته اللغوية معجزة إلهية وأنا أعتقد أن القرآن يستند تماما (وليس أقرب ما يمكن) للبنية الاشتقاقية الأساسية وبما أن لغة قريش قبيلة الرسول محمد "ص" هي اللغة الوسط التي تحمل معظم البنية الاشتقاقية فهي كانت أقرب اللهجات إلى لغة القرآن ولكنها ليست مطابقة لأن أجزاء من البنية الاشتقاقية الكلية أهملها العرب واستعاضوا عنها بالتواضع أو أنهم كانوا عاجزين عن إدراكها ولكن القرآن ظل مفهوما تماما لهم يوصل المعنى البسيط المطلوب وفق مفاهيمهم ولكن بعيدا عن التأثر بشذوذ لغتهم
خلال ثلاث وعشرين عاما سيطر الإسلام على العرب واندفعوا كمسلمين ليسيطروا على أمم أكثر منهم تطورا حضاريا وخلال بضعة عقود سيطرت عليهم المدنية خصوصا وأن القرآن ذم الأعراب معتبرا إياهم أقرب للكفر وكان على العربية أن تتطور بسرعة لتحمل المفاهيم الجديدة ولم يكن هذا ممكنا أبدا مع المحافظة على البنية الاشتقاقية سائدة كليا ومع الكم الهائل من المفاهيم الجديد وترامي أطراف الدولة وعدم وجود بنية بحثية ممنهجة لتطوير اللغة وبالتالي بنفس سرعة سيطرة المدنية على العرب فقدوا لغتهم الفصحى أي خلال عدة عقود ورغم أن اللغة المنطوقة ظلت فصحى إلا أن الناطقين بها كانوا يفهمونها كما لو كانت متواضعا عليها مع إدراك ضعيف لبنيتها الاشتقاقية وبالتالي لم يعد بإمكانهم تطويرها على أسسها الاشتقاقية وابتعدوا تماما عن إدراك لغة القرآن ولهذا احتاجوا بدءا من نهاية القرن الأول لتطوير بحث في العربية والفقه الذي هو في أساسه فهم للوحي على أساس المعطيات الحياتية المتاحة والجميع تقريبا يفهمون المعطيات الحياتية ولكن قليلون من يفهمون القرآن لأن لغتهم من حيث البنية لم تعد فصحى وفق تعريفنا.
الخلاصة:
1. الفصاحة هي إدراك ملائم للبنى الاشتقاقية التي هي آلية تناظر بين الأشياء ومسمياتها
2. البدو والمجتمعات الأكثر انعزالا وبساطة هم الأكثر فصاحة
3. رغم تطور الحياة وتدخل آليات التواضع لحرف اللغة عن فصاحتها فإن تعاقب الرسالات ساهم في كبح الانحراف في عائلة اللغات الجزيرية
4. لغة القرآن هي العربية الاشتقاقية مجردة من تأثيرات التواضع وهي ليست مطابقة تماما لأي لهجة من لهجات العرب زمن النزول
5. لم يكن بإمكان العرب تطوير لغة القرآن وفق بنيتها الاشتقاقية بالسرعة المطلوبة بعد الفتوحات ففقدوا لغة القرآن وأصبحت لغتهم تواضعية وبدأت بالانحدار
6. مع الضعف وبدء انتشار الفوضى وعودة الأمية ازدادت سرعة انحدار اللغة بشكل إقليمي وأحيانا في مجتمعات صغيرة جدا وظهرت عاميات بعيدة تماما عن الفصحى ولم تعد الفصحى مفهومة حتى كلغة تواضعية
7. لماذا لم تحافظ الفصحى على وجودها وسط الأعراب في جزيرة العرب.. لأنهم ليسوا جميعا عرب.. لأن الفوضى أفقدتهم التأثير المركزي لمكة
هذا الموضوع متصل بـ
http://www.atinternational.org/forum...67&postcount=5
www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=356966
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih