1) معنى الانتحال .
لغة : نحل الشيء أعطاه أو وهبه أو خصه به .
انتحل الشيء ادعاه لنفسه وهو لغيره.
اما في موضوع الشعر فهناك عدة مصطلحات سنتعرض لها في نهاية البحث ، وأهمها:
1- النحل/ نسبة شعر رجل إلى رجل آخر.
2- الانتحال/ ادعاء الشعر.
3- الوضع / أن ينظم الرجل الشعر ثم ينسبه إلى غيره.
2) دلائل وجود الانتحال قديما .
هناك شواهد تدل على أن انتحال الشعر كان معروفاً قبل الاسلام وبعده ، ومن النصوص المثبته لذلك:-
( في الجاهلية )
1- كان الأعشى قد مدح قيس بن معد يكرب الكندي بقصيدة دالية ، فقال له قيس :إنك تسرق الشعر. فقال له الأعشى : قيدني في بيت حتى أقول لك شعراً . فحبسه ، فقال قصيدته المشهورة التي أولها:
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا وشطت على ذي هوى أن تزارا
وفيها يقول:
وقيـدني الشـعر في بيتـه كما قيـد الآسـرات الحـمارا
ويقول أيضاً وهو الشاهد:
فما أنا أم ما انتـحالي القوا ف بعد المشيب كفى ذاك عـارا
2- قول الفرزدق يمدح علقمة بن عبدة المعروف بعلقمة الفحل:
والفحل علقمة الذي كانت له حلل الملوك كلامـه لا ينحـل
3- كان الأصمعي يشك في بيت عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
ويرى أن أول القصيدة:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
4- قول جرير للفرزدق:
ستعلم من يكون أبوه قيناً ومن كانت قصائده اجتلابا
5- يذكر أبو عبيدة أبياتاً لعلقمة منها:
وقد اغتدي والطير في وكناتها وماء الندى يجري على كل مذنب
ويقول _ وقد يخلط قوله بشعر امرئ القيس .
3) أهم من تناول قضية الانتحال بالدراسة .
أ) ابن سلاّم:
كان محمد بن سلاّم _ القرن الثالث_ أول من درس قضية الانتحال وأثارها في كتابه ( طبقات فحول الشعراء ) ويعزي ابن سلاّم مشكلة الانتحال في الشعر الجاهلي إلى عاملين:-
• القبائل التي كانت تستكثر من الشعر لتزيد من مناقبها.
• الوضاعين من الرواة.
يقول : (فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقل بعض العشائر شعر شعرائهم وأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسنة شعرائهم ثم كان الراوة بعد فزادوا في الأشعار ) فهو يعتقد بوجود دخيل في الشعر نسب إلى غير قائليه.
ب) المستشرق مرجليوث Margolioth.:
تناول مرجليوث في بحثه " أصول الشعر العربي " The Origins of Arabic Poetry. الذي نشره في المجلة الآسيوية سنة 1925م قضية الشعر الجاهلي .وهو يرى أن ما نسميه بالشعر الجاهلي قد كتب بعد ظهور الإسلام ونسب إلى الجاهليين.
ويستند في ذلك إلى أدله:-
1- أنه لا يمكن الاحتفاظ بالشعر الجاهلي منذ أن قيل حتى منتصف القرن الثاني الهجري حيث بدأ التدوين. فالرواية الشفوية لا تؤدي دورها بدقة . وليس عندنا دليل على وجود رواة محترفين يؤدون هذه المهمة بدقة . ولم يتم نقل الشعر الجاهلي عبر التدوين فالقرآن ينفي ان التدوين أو الكتابة كانت موجودة قبل الاسلام ويستشهد بالآية:[ أم لكم كتاب فيه تدرسون ] والآية [ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ]
2- وحدة لغة الشعر . فلا نرى تعدد لهجات القبائل ، لاسيما أن لغة أهل الجنوب وهي الحميرية تختلف عن لغة أهل الشمال العدنانيين. فلغة الشعر كانت ذاتها لغة القرآن من حيث التركيب والاعراب.
3- ان الاسلام ينفر من الشعر وكان خصوم النبي (ص) ينعتونه بأنه شاعر ومجنون وكاهن، أي أن كلامه - حاشاه- كان مبهماً غامضاً كالشعر وحديث الكهنة. فالشعر قبل الاسلام كان مبهما غامضا والذي نقرأه شعر كامل النضج على درجة عالية من التهذيب والكمال.
4- انبثاث المعاني الدينية والاشارات الاسلامية في الشعر الجاهلي. مثل الدنيا ، القيامة ، الحساب ، بعض صفات الله .أو وجود بعض الألفاظ ذات الطابع الاسلامي مثل قبلة القصاد ، الركوع ، السجود. ويستشهد بالأبيات:
قول لبيد:-
وكل امرئ يوما سيعلم سعيه إذا كشفت عند الإله المحاصل
قول عبيد بن الأبرص:-
حلفت بالله إن الله ذو نعـم لمن يشاء وذو عفو و تصـفاح
قول عنترة:-
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له أعادينا سجودا
إضافة إلى أن النصرانية سيطرت على أجزاء من شبه الجزيرة ولا نرى للمبادئ المسيحية وتعاليمها أثراً في الشعر الجاهلي، بل نجد الشعراء يتحدثون كالمسلمين .
ج) طه حسين :
يعد طه حسين أول اديب عربي شك في صحة الشعر الجاهلي القديم في لعصر الحديث. ففي كتابه ( في الشعر الجاهلي ) الذي ألفه سنة 1926م - بعد سنة من ظهور مقالة مرجليوث - يرى أن كثيراً من الشعر الجاهلي موضوع بعد الاسلام .وقد تشابهت آراءه في الاستدلال مع آراء مرجليوث وصرح بأنه اتبع منهج ديكارت الفلسفي ، وكما فهمه فهو منهج يتبع طريقة التشكيك . وأنكر عليه البعض ذلك وردَّ بأن منهج ديكارت ليس كذلك ، وإنما هو ألا يقبل المرء أمراً على أنه حقيقة إلا إذا قامت الدلائل عليه .
ودوافع شكه هي :-
1- أن هذا الشعر لا يمثل حياة العرب في الجاهلية دينيا ، وسياسيا ، واجتماعيا … الخ.
2- أنه لا يمثل لهجات العرب ، بل جاء على لغة القرآن.
3- أنه لم يصل إلينا مدوناً بل وصل عن طريق الرواية الشفوية . ويشكك في الرواة ويتهمهم بالانحراف عن أصول الدين وقواعد الأخلاق.
4)الرواة .
كانت رواية الشعر تتم بنقل شاعر عن آخر. فمن أراد أن يصبح شاعراً لزم شاعراً فحلاً يحفظ عنه ويروي له.
• فكان زهير بن أبي سلمى راوية أوس بن حجر.
• وكان كعب بن زهير والحطيئة راويتي زهير.
أما الرواة في القرن الثاني وما بعده فهم كالآتي:-
1- محمد بن السائب الكلبي ، ت 146هـ
2- عوانة بن الحكم ، ت 147 هـ
3- حمَّاد بن سابور ، حماد الراوية ، 156 هـ
ولم يرد لهؤلاء كتب مدونة ، بل روي عنهم ودونت الكتب من بعدهم .
4- أبو عمرو بن العلاء ، ت 155 هـ
5- المفضل بن محمد الضبي ، ت 170 هـ
6- خلف بن حيان ، خلف الأحمر ، ت هـ
7- عبد الملك بن قريب ، الأصمعي ، ت 215 هـ
5) توثيق وتضعيف الرواة .
اتهم خلف الأحمر وحماد الراوية بشدة . وكان المفضل الضبي والأصمعي وأبو عمرو بن العلاء على درجة عالية من الثقة.
قال ابن سلاَّم : كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حماد الراوية وكان غير موثوق به .
قال ابن عبد ربه: كان خلف مع روايته وحفظه يقول الشعر فيحسن وينحله الشعراء .
قال ابن قتيبه : هو القائل :-
إن بالشعب إلى جنب سلع لقتيلاً دمه مـا يطـلُّ
ونحله ابن أخت تأبط شراً . وقيل إن له قصيدة أخرى مشابهة يذكر فيها أهل البيت (ع ) من ولد أمير المؤمنين ( ع ) وما نالهم من الظلم وفيها :-
قدك مـني صـارم ما يفلُّ وابن حزم عقده ما يحلُّ
ينثني باللـوم من عـاذليه ما يبالي أكثروا أم أقلوا
واتهم بأنه وضع لامية العرب المنسوبة إلى الشنفري التي أولها :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
6) ضروب الانتحال .
1- الإصطراف: لا يعد عيباً. وهو أن يعجب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه الى نفسه على جهة المثل.
يروى لابن يزيد ابن الطَّثَريه:-
اشم إذا ما جئت للعرف طالباً حباك بما تحوي عليه أنامله
ولو لم يكن في نفسه غير كفه لجاد بها فليتق الله سائله
وترى البيت الأخير في قصيدة لأبي تمام.
2- الانتحال: أن يدعي الشاعر شعر آخر وينسبه إلى نفسه .
أجمع الرواة على أن جرير انتحل البيتين:
إن الذين غدوا بلبك غادروا وشلاً بعينـك زال معـينا
غيضن من عبراتهن وقلن لي ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وهما للمعلوط السعدي.
3- الإدعاء: أن يدعي غير الشاعر لنفسه شعر الشاعر .
4- الإغارة: أن يقول الشاعر بيتاً فيعجب من هو أعظم منه فيروى له دون قائله .
سمع الفرزدق بيت جميل:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
فقال الفرزدق: متى كان الملك في بني عذرة ؟ إنما هو في مضر.
5-الغصب : مثل ما فعل الفرزدق بالشمردل اليربوعي ، فقد سمعه ينشد:
فما بين من لم يعط سمعا وطاعة وبين تميم غير حز الحلاقـم
قال الفرزدق : والله لتدعنه أو لتدعن عرضك ! فقال خذه لا بارك الله لك فيه.
6- المرافدة : الإعانة. أن يعين الشاعر صاحبه بالأبيات يهبها له. وقد يستوهب الشاعر البيتين وأكثر من ذلك ولا يعد عيباً لأنه يقدر على عمل مثلها ولا يجوز ذلك إلا للحاذق المبرز.
أعان جريرٌ ذي الرُّمة بهذه الأبيات :
يعد الناسبون إلى تميم بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل سعد وعمرا ثم حنظلة الخيارا
ويهلك بينها المرئي لغوا كما ألغيت في الدية الحوارا
فلقيه الفرزدق فاستنشده ، فلما بلغ هذه قال : جيدٌ ، أعده ! فأعاده ، فقال : كلا ، والله لقد علكهن من هو أشد لحيين منك ، هذا شعر ابن المراغة!
7- الاهتدام : النسخ ، أخذ جزء من البيت.
قال النجاشي :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحةٍ ورجلٍ رمت فيها يد الحدثان
فأخذ كثيِّرُ عزة القسم الأول ، و اهتدم باقي البيت ، فجاء بالمعنى في غير اللفظ فقال:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلَّتِ
8- الاختلاس :
هو تحويل المعنى من غرض إلى غرض- نقل المعنى . كما اختلست معاني القصيدة الغديرية التي أبدعها المرحوم السيد مصطفى جمال الدين ، والتي مطلعها:
ظمئ الشعر أم جفاك الشعور كيف يظمى من فيه يجري الغدير
واختلس جلَّها أحمد عثمان التويجري ونظم قصيدةً مطلعها:
ظامئ الشعر قد سقاك الغدير كل واد له إليه هدير
لغة : نحل الشيء أعطاه أو وهبه أو خصه به .
انتحل الشيء ادعاه لنفسه وهو لغيره.
اما في موضوع الشعر فهناك عدة مصطلحات سنتعرض لها في نهاية البحث ، وأهمها:
1- النحل/ نسبة شعر رجل إلى رجل آخر.
2- الانتحال/ ادعاء الشعر.
3- الوضع / أن ينظم الرجل الشعر ثم ينسبه إلى غيره.
2) دلائل وجود الانتحال قديما .
هناك شواهد تدل على أن انتحال الشعر كان معروفاً قبل الاسلام وبعده ، ومن النصوص المثبته لذلك:-
( في الجاهلية )
1- كان الأعشى قد مدح قيس بن معد يكرب الكندي بقصيدة دالية ، فقال له قيس :إنك تسرق الشعر. فقال له الأعشى : قيدني في بيت حتى أقول لك شعراً . فحبسه ، فقال قصيدته المشهورة التي أولها:
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا وشطت على ذي هوى أن تزارا
وفيها يقول:
وقيـدني الشـعر في بيتـه كما قيـد الآسـرات الحـمارا
ويقول أيضاً وهو الشاهد:
فما أنا أم ما انتـحالي القوا ف بعد المشيب كفى ذاك عـارا
2- قول الفرزدق يمدح علقمة بن عبدة المعروف بعلقمة الفحل:
والفحل علقمة الذي كانت له حلل الملوك كلامـه لا ينحـل
3- كان الأصمعي يشك في بيت عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
ويرى أن أول القصيدة:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
4- قول جرير للفرزدق:
ستعلم من يكون أبوه قيناً ومن كانت قصائده اجتلابا
5- يذكر أبو عبيدة أبياتاً لعلقمة منها:
وقد اغتدي والطير في وكناتها وماء الندى يجري على كل مذنب
ويقول _ وقد يخلط قوله بشعر امرئ القيس .
3) أهم من تناول قضية الانتحال بالدراسة .
أ) ابن سلاّم:
كان محمد بن سلاّم _ القرن الثالث_ أول من درس قضية الانتحال وأثارها في كتابه ( طبقات فحول الشعراء ) ويعزي ابن سلاّم مشكلة الانتحال في الشعر الجاهلي إلى عاملين:-
• القبائل التي كانت تستكثر من الشعر لتزيد من مناقبها.
• الوضاعين من الرواة.
يقول : (فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقل بعض العشائر شعر شعرائهم وأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسنة شعرائهم ثم كان الراوة بعد فزادوا في الأشعار ) فهو يعتقد بوجود دخيل في الشعر نسب إلى غير قائليه.
ب) المستشرق مرجليوث Margolioth.:
تناول مرجليوث في بحثه " أصول الشعر العربي " The Origins of Arabic Poetry. الذي نشره في المجلة الآسيوية سنة 1925م قضية الشعر الجاهلي .وهو يرى أن ما نسميه بالشعر الجاهلي قد كتب بعد ظهور الإسلام ونسب إلى الجاهليين.
ويستند في ذلك إلى أدله:-
1- أنه لا يمكن الاحتفاظ بالشعر الجاهلي منذ أن قيل حتى منتصف القرن الثاني الهجري حيث بدأ التدوين. فالرواية الشفوية لا تؤدي دورها بدقة . وليس عندنا دليل على وجود رواة محترفين يؤدون هذه المهمة بدقة . ولم يتم نقل الشعر الجاهلي عبر التدوين فالقرآن ينفي ان التدوين أو الكتابة كانت موجودة قبل الاسلام ويستشهد بالآية:[ أم لكم كتاب فيه تدرسون ] والآية [ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ]
2- وحدة لغة الشعر . فلا نرى تعدد لهجات القبائل ، لاسيما أن لغة أهل الجنوب وهي الحميرية تختلف عن لغة أهل الشمال العدنانيين. فلغة الشعر كانت ذاتها لغة القرآن من حيث التركيب والاعراب.
3- ان الاسلام ينفر من الشعر وكان خصوم النبي (ص) ينعتونه بأنه شاعر ومجنون وكاهن، أي أن كلامه - حاشاه- كان مبهماً غامضاً كالشعر وحديث الكهنة. فالشعر قبل الاسلام كان مبهما غامضا والذي نقرأه شعر كامل النضج على درجة عالية من التهذيب والكمال.
4- انبثاث المعاني الدينية والاشارات الاسلامية في الشعر الجاهلي. مثل الدنيا ، القيامة ، الحساب ، بعض صفات الله .أو وجود بعض الألفاظ ذات الطابع الاسلامي مثل قبلة القصاد ، الركوع ، السجود. ويستشهد بالأبيات:
قول لبيد:-
وكل امرئ يوما سيعلم سعيه إذا كشفت عند الإله المحاصل
قول عبيد بن الأبرص:-
حلفت بالله إن الله ذو نعـم لمن يشاء وذو عفو و تصـفاح
قول عنترة:-
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له أعادينا سجودا
إضافة إلى أن النصرانية سيطرت على أجزاء من شبه الجزيرة ولا نرى للمبادئ المسيحية وتعاليمها أثراً في الشعر الجاهلي، بل نجد الشعراء يتحدثون كالمسلمين .
ج) طه حسين :
يعد طه حسين أول اديب عربي شك في صحة الشعر الجاهلي القديم في لعصر الحديث. ففي كتابه ( في الشعر الجاهلي ) الذي ألفه سنة 1926م - بعد سنة من ظهور مقالة مرجليوث - يرى أن كثيراً من الشعر الجاهلي موضوع بعد الاسلام .وقد تشابهت آراءه في الاستدلال مع آراء مرجليوث وصرح بأنه اتبع منهج ديكارت الفلسفي ، وكما فهمه فهو منهج يتبع طريقة التشكيك . وأنكر عليه البعض ذلك وردَّ بأن منهج ديكارت ليس كذلك ، وإنما هو ألا يقبل المرء أمراً على أنه حقيقة إلا إذا قامت الدلائل عليه .
ودوافع شكه هي :-
1- أن هذا الشعر لا يمثل حياة العرب في الجاهلية دينيا ، وسياسيا ، واجتماعيا … الخ.
2- أنه لا يمثل لهجات العرب ، بل جاء على لغة القرآن.
3- أنه لم يصل إلينا مدوناً بل وصل عن طريق الرواية الشفوية . ويشكك في الرواة ويتهمهم بالانحراف عن أصول الدين وقواعد الأخلاق.
4)الرواة .
كانت رواية الشعر تتم بنقل شاعر عن آخر. فمن أراد أن يصبح شاعراً لزم شاعراً فحلاً يحفظ عنه ويروي له.
• فكان زهير بن أبي سلمى راوية أوس بن حجر.
• وكان كعب بن زهير والحطيئة راويتي زهير.
أما الرواة في القرن الثاني وما بعده فهم كالآتي:-
1- محمد بن السائب الكلبي ، ت 146هـ
2- عوانة بن الحكم ، ت 147 هـ
3- حمَّاد بن سابور ، حماد الراوية ، 156 هـ
ولم يرد لهؤلاء كتب مدونة ، بل روي عنهم ودونت الكتب من بعدهم .
4- أبو عمرو بن العلاء ، ت 155 هـ
5- المفضل بن محمد الضبي ، ت 170 هـ
6- خلف بن حيان ، خلف الأحمر ، ت هـ
7- عبد الملك بن قريب ، الأصمعي ، ت 215 هـ
5) توثيق وتضعيف الرواة .
اتهم خلف الأحمر وحماد الراوية بشدة . وكان المفضل الضبي والأصمعي وأبو عمرو بن العلاء على درجة عالية من الثقة.
قال ابن سلاَّم : كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حماد الراوية وكان غير موثوق به .
قال ابن عبد ربه: كان خلف مع روايته وحفظه يقول الشعر فيحسن وينحله الشعراء .
قال ابن قتيبه : هو القائل :-
إن بالشعب إلى جنب سلع لقتيلاً دمه مـا يطـلُّ
ونحله ابن أخت تأبط شراً . وقيل إن له قصيدة أخرى مشابهة يذكر فيها أهل البيت (ع ) من ولد أمير المؤمنين ( ع ) وما نالهم من الظلم وفيها :-
قدك مـني صـارم ما يفلُّ وابن حزم عقده ما يحلُّ
ينثني باللـوم من عـاذليه ما يبالي أكثروا أم أقلوا
واتهم بأنه وضع لامية العرب المنسوبة إلى الشنفري التي أولها :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
6) ضروب الانتحال .
1- الإصطراف: لا يعد عيباً. وهو أن يعجب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه الى نفسه على جهة المثل.
يروى لابن يزيد ابن الطَّثَريه:-
اشم إذا ما جئت للعرف طالباً حباك بما تحوي عليه أنامله
ولو لم يكن في نفسه غير كفه لجاد بها فليتق الله سائله
وترى البيت الأخير في قصيدة لأبي تمام.
2- الانتحال: أن يدعي الشاعر شعر آخر وينسبه إلى نفسه .
أجمع الرواة على أن جرير انتحل البيتين:
إن الذين غدوا بلبك غادروا وشلاً بعينـك زال معـينا
غيضن من عبراتهن وقلن لي ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وهما للمعلوط السعدي.
3- الإدعاء: أن يدعي غير الشاعر لنفسه شعر الشاعر .
4- الإغارة: أن يقول الشاعر بيتاً فيعجب من هو أعظم منه فيروى له دون قائله .
سمع الفرزدق بيت جميل:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
فقال الفرزدق: متى كان الملك في بني عذرة ؟ إنما هو في مضر.
5-الغصب : مثل ما فعل الفرزدق بالشمردل اليربوعي ، فقد سمعه ينشد:
فما بين من لم يعط سمعا وطاعة وبين تميم غير حز الحلاقـم
قال الفرزدق : والله لتدعنه أو لتدعن عرضك ! فقال خذه لا بارك الله لك فيه.
6- المرافدة : الإعانة. أن يعين الشاعر صاحبه بالأبيات يهبها له. وقد يستوهب الشاعر البيتين وأكثر من ذلك ولا يعد عيباً لأنه يقدر على عمل مثلها ولا يجوز ذلك إلا للحاذق المبرز.
أعان جريرٌ ذي الرُّمة بهذه الأبيات :
يعد الناسبون إلى تميم بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل سعد وعمرا ثم حنظلة الخيارا
ويهلك بينها المرئي لغوا كما ألغيت في الدية الحوارا
فلقيه الفرزدق فاستنشده ، فلما بلغ هذه قال : جيدٌ ، أعده ! فأعاده ، فقال : كلا ، والله لقد علكهن من هو أشد لحيين منك ، هذا شعر ابن المراغة!
7- الاهتدام : النسخ ، أخذ جزء من البيت.
قال النجاشي :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحةٍ ورجلٍ رمت فيها يد الحدثان
فأخذ كثيِّرُ عزة القسم الأول ، و اهتدم باقي البيت ، فجاء بالمعنى في غير اللفظ فقال:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلَّتِ
8- الاختلاس :
هو تحويل المعنى من غرض إلى غرض- نقل المعنى . كما اختلست معاني القصيدة الغديرية التي أبدعها المرحوم السيد مصطفى جمال الدين ، والتي مطلعها:
ظمئ الشعر أم جفاك الشعور كيف يظمى من فيه يجري الغدير
واختلس جلَّها أحمد عثمان التويجري ونظم قصيدةً مطلعها:
ظامئ الشعر قد سقاك الغدير كل واد له إليه هدير
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih