تاريخ النقد الأدبي عند العرب نشأته وتطوره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا يزال الحديث موصولاً في موضوع النقد الأدبي وفي هذه الموضوع سوف يكون الحديث بإذن الله
تعالى عن تاريخ النقد الأدبي عند العرب , نشأته وتطوره , وسوف أتطرق للحديث عن هذا
الموضوع من خلال عدد من النقاط ..
آمل من الله أن يوفق في تقديم صورة واضحة ومختصرة عن هذا الموضوع المهم ...
يمكن أن يكون الحديث عن تاريخ النقد الأدبي والتطور التاريخي لهذا العلم الادبي المهم من خلال
العناصر التالية :
أولاً : النقد عند العرب في الجاهلية
النقد الأدبي عند العرب في الجاهلية كان تأثرياً آنياً يعتمد على الذوق الفطري ويتضمن أحكاماً
جزئية وتعميمات ومبالغات كثيرة ، وليست له قواعد محددة .
ثانياً : في عصر صدر الإسلام :
أحدث الإسلام ارتقاء في الفكر والذوق عند العرب ، فتقدم النقد الأدبي خطوة إلى الأمام وظهرت
أحكام نقدية فيها شيء من التدقيق والتعليل ، تهتم بالصدق والقيم الرفيعة في العمل الأدبي .
ثالثاً : في القرن الهجري الثاني :
أثرت الحركة العلمية الإسلامية في النقد الأدبي فظهرت طائفة من النقاد اللغويين والرواة الذين
جمعوا الشعر القديم ، ونظروا فيه ، ووازنوا بين الشعراء ، وحكموا على أشعارهم ، وبينوا صفاته
الفنية ، أشهرهم : أبو عمرو بن العلاء والأصمعي ويونس بن حبيب .
رابعاً : في القرن الهجري الثالث :
نما النقد الأدبي وارتقى ، وظهرت مؤلفات مهمة فيه ، تهتم بالقضايا التالية :
توثيق الشعر القديم ( الجاهلي والإسلامي ) لإثبات الصحيح منه وكشف غير الصحيح ، وتقويم
الشعراء وإجراء الموازنات بينهم ، ودراسة بعض الشعر دراسة تبين المعاني الجيدة والرديئة فيه ،
والأساليب القوية والضعيفة ، وأسباب قوتها وضعفها .
ومن أشهر النقاد في ذلك القرن : محمد بن سلام الجمحي صاحب كتاب : ( طبقات فحول الشعراء ) ،
وابن قتيبة صاحب كتاب : ( الشعر والشعراء ) ، والجاحظ الذي ضمن آراءه النقدية كتابيه : ( البيان
والتبيين والحيوان ) .
خامساً : في القرن الهجري الرابع :
نضج النقد الأدبي عند العرب ، وظهر نقاد بارعون صنفوا مؤلفات كثيرة قيمة ، وعالجوا قضايا
نقدية أساسية أهمها : تعريف الشعر والخطابة ودراسة عناصر هما والعلاقة بينهما ، ودراسة بناء
القصيدة ، والعناصر الجمالية في العمل الأدبي ، وأثر البديع في الشعر والنثر ، والموازنة بين
الشعراء موازنة تفصيلية دقيقة ولا سيما الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وبين المتنبي وكبار
الشعراء الآخرين ، وما أخذه بعض الشعراء من شعر غيرهم ، وهو ما عرف باسم ( السرقات
الشعرية ) .
ومن أشهر النقاد في هذا القرن : الحسن بن بشر الآمدي صاحب كتاب : ( الموازنة بين أبي تمام
والبحتري ) ، والقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني صاحب كتاب : ( الوساطة بين المتنبي
وخصومه ) ، وقدامة بن جعفر صاحب كتاب : ( نقد الشعر ) .
سادساً : في القرن الهجري الخامس :
واصل النقاد تأليفهم في قضايا الشعر والنثر وأضافوا أبحاثاً دقيقة في الإعجاز القرآني ، وأسرار
الجمال البياني ، وعمود الشعر العربي ، والسرقات الشعرية .
ومن أشهر النقاد آنئذ : ابن رشيق القيرواني صاحب كتاب : ( العمدة في محاسن الشعر وآدابه
ونقده ) وعبد القاهر الجرجاني صاحب كتابي : ( دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة ) .
ويعد القرن الخامس مرحلة النضج والعمق في التأليف النقدي عند العرب .
سابعاً : في الفترة الممتدة بين القرن السادس الهجري والعصر الحديث :
توقف النقد الأدبي عن التقدم ، ثم أخذ بالجمود والتقلص تدريجياً حتى وصل في القرون المتأخرة
إلى الضعف والتخلف ، والسبب في ذلك : قلة الإبداع ، وانفصال البلاغة عن النقد .
ولكن لم تخل تلك القرون من نقاد بارزين كتبوا مؤلفات نقدية قيمة أمثال : ابن سناء الملك : الذي
دون قواعد الموشح في كتابه : ( دار الطراز ) وأسامة بن منقذ صاحب كتاب : ( البديع في نقد
الشعر ) وابن الأثير وهو أهم النقاد في تلك القرون صاحب كتاب : ( المثل السائر ) .
ثامناً : في العصر الحديث :
( أي منذ منتصف القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي ........ حتى الآن ) :
بدأت حركة إحياء نقدية على يد عدد من النقاد أشهرهم الشيخ حسين المرصفي ، تطبق المقاييس
النقدية التي كانت سائدة في القرنين الرابع والخامس الهجريين ، ثم تقدم النقد الأدبي مع تقدم الأدب
وبدأ مرحلة تغيير كبير على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني بكتابهما المشهور
( الديوان ) ، ثم واصل النقد الأدبي تقدمه ، وبلغ في زمننا هذا درجات عالية من النضج ، وصارت له
مناهج كثيرة واتجاهات مختلفة ، أهمها :
1 ــ اتجاه يعتمد على الذوق المدرب والثقافة العربية الخالصة المتأثرة بالقرآن الكريم والحديث
النبوي .
ورائد هذا الاتجاه مصطفى صادق الرافعي .
2 ــ اتجاه يجمع بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية مع المحافظة على الأصالة العربية ،
ورائد هذا الاتجاه : عباس محمود العقاد .
3 ــ اتجاه تطغى عليه الثقافة الغربية ، ويطبق نقاده مناهج غربية ، ويعملون على إشاعة مبادئها
ومقاييسها الفنية كالواقعية الغربية والواقعية الماركسية والوجودية والبنيوية .
4 ــ إزاء موجة التأثر بالمناهج الغربية في الأدب والنقد ، وارتباط بعضها بمبادئ تخالف الإسلام
ظهر اتجاه نقدي إسلامي ، يهتم بمضمون العمل الأدبي إضافة إلى القيم الفنية ، ويحرص على أن
يخدم الأدب الشخصية الإسلامية وتراثها العريق ، وينمي الذوق السليم ، ويتصدى للأعمال الأدبية
الهدامة والنقد المرتبط بالماركسية والفلسفات الأخرى المنحرفة ، ومن نقاد هذا الاتجاه : محمد قطب
وعماد الدين خليل وعبد الرحمن رأفت الباشا ، وعبد الله الحامد ، وأبو عبد الرحمن بن عقيل ,
وغيرهم ممن ينحو هذا المنحى .
منقول الي الفائده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا يزال الحديث موصولاً في موضوع النقد الأدبي وفي هذه الموضوع سوف يكون الحديث بإذن الله
تعالى عن تاريخ النقد الأدبي عند العرب , نشأته وتطوره , وسوف أتطرق للحديث عن هذا
الموضوع من خلال عدد من النقاط ..
آمل من الله أن يوفق في تقديم صورة واضحة ومختصرة عن هذا الموضوع المهم ...
يمكن أن يكون الحديث عن تاريخ النقد الأدبي والتطور التاريخي لهذا العلم الادبي المهم من خلال
العناصر التالية :
أولاً : النقد عند العرب في الجاهلية
النقد الأدبي عند العرب في الجاهلية كان تأثرياً آنياً يعتمد على الذوق الفطري ويتضمن أحكاماً
جزئية وتعميمات ومبالغات كثيرة ، وليست له قواعد محددة .
ثانياً : في عصر صدر الإسلام :
أحدث الإسلام ارتقاء في الفكر والذوق عند العرب ، فتقدم النقد الأدبي خطوة إلى الأمام وظهرت
أحكام نقدية فيها شيء من التدقيق والتعليل ، تهتم بالصدق والقيم الرفيعة في العمل الأدبي .
ثالثاً : في القرن الهجري الثاني :
أثرت الحركة العلمية الإسلامية في النقد الأدبي فظهرت طائفة من النقاد اللغويين والرواة الذين
جمعوا الشعر القديم ، ونظروا فيه ، ووازنوا بين الشعراء ، وحكموا على أشعارهم ، وبينوا صفاته
الفنية ، أشهرهم : أبو عمرو بن العلاء والأصمعي ويونس بن حبيب .
رابعاً : في القرن الهجري الثالث :
نما النقد الأدبي وارتقى ، وظهرت مؤلفات مهمة فيه ، تهتم بالقضايا التالية :
توثيق الشعر القديم ( الجاهلي والإسلامي ) لإثبات الصحيح منه وكشف غير الصحيح ، وتقويم
الشعراء وإجراء الموازنات بينهم ، ودراسة بعض الشعر دراسة تبين المعاني الجيدة والرديئة فيه ،
والأساليب القوية والضعيفة ، وأسباب قوتها وضعفها .
ومن أشهر النقاد في ذلك القرن : محمد بن سلام الجمحي صاحب كتاب : ( طبقات فحول الشعراء ) ،
وابن قتيبة صاحب كتاب : ( الشعر والشعراء ) ، والجاحظ الذي ضمن آراءه النقدية كتابيه : ( البيان
والتبيين والحيوان ) .
خامساً : في القرن الهجري الرابع :
نضج النقد الأدبي عند العرب ، وظهر نقاد بارعون صنفوا مؤلفات كثيرة قيمة ، وعالجوا قضايا
نقدية أساسية أهمها : تعريف الشعر والخطابة ودراسة عناصر هما والعلاقة بينهما ، ودراسة بناء
القصيدة ، والعناصر الجمالية في العمل الأدبي ، وأثر البديع في الشعر والنثر ، والموازنة بين
الشعراء موازنة تفصيلية دقيقة ولا سيما الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وبين المتنبي وكبار
الشعراء الآخرين ، وما أخذه بعض الشعراء من شعر غيرهم ، وهو ما عرف باسم ( السرقات
الشعرية ) .
ومن أشهر النقاد في هذا القرن : الحسن بن بشر الآمدي صاحب كتاب : ( الموازنة بين أبي تمام
والبحتري ) ، والقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني صاحب كتاب : ( الوساطة بين المتنبي
وخصومه ) ، وقدامة بن جعفر صاحب كتاب : ( نقد الشعر ) .
سادساً : في القرن الهجري الخامس :
واصل النقاد تأليفهم في قضايا الشعر والنثر وأضافوا أبحاثاً دقيقة في الإعجاز القرآني ، وأسرار
الجمال البياني ، وعمود الشعر العربي ، والسرقات الشعرية .
ومن أشهر النقاد آنئذ : ابن رشيق القيرواني صاحب كتاب : ( العمدة في محاسن الشعر وآدابه
ونقده ) وعبد القاهر الجرجاني صاحب كتابي : ( دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة ) .
ويعد القرن الخامس مرحلة النضج والعمق في التأليف النقدي عند العرب .
سابعاً : في الفترة الممتدة بين القرن السادس الهجري والعصر الحديث :
توقف النقد الأدبي عن التقدم ، ثم أخذ بالجمود والتقلص تدريجياً حتى وصل في القرون المتأخرة
إلى الضعف والتخلف ، والسبب في ذلك : قلة الإبداع ، وانفصال البلاغة عن النقد .
ولكن لم تخل تلك القرون من نقاد بارزين كتبوا مؤلفات نقدية قيمة أمثال : ابن سناء الملك : الذي
دون قواعد الموشح في كتابه : ( دار الطراز ) وأسامة بن منقذ صاحب كتاب : ( البديع في نقد
الشعر ) وابن الأثير وهو أهم النقاد في تلك القرون صاحب كتاب : ( المثل السائر ) .
ثامناً : في العصر الحديث :
( أي منذ منتصف القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي ........ حتى الآن ) :
بدأت حركة إحياء نقدية على يد عدد من النقاد أشهرهم الشيخ حسين المرصفي ، تطبق المقاييس
النقدية التي كانت سائدة في القرنين الرابع والخامس الهجريين ، ثم تقدم النقد الأدبي مع تقدم الأدب
وبدأ مرحلة تغيير كبير على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني بكتابهما المشهور
( الديوان ) ، ثم واصل النقد الأدبي تقدمه ، وبلغ في زمننا هذا درجات عالية من النضج ، وصارت له
مناهج كثيرة واتجاهات مختلفة ، أهمها :
1 ــ اتجاه يعتمد على الذوق المدرب والثقافة العربية الخالصة المتأثرة بالقرآن الكريم والحديث
النبوي .
ورائد هذا الاتجاه مصطفى صادق الرافعي .
2 ــ اتجاه يجمع بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية مع المحافظة على الأصالة العربية ،
ورائد هذا الاتجاه : عباس محمود العقاد .
3 ــ اتجاه تطغى عليه الثقافة الغربية ، ويطبق نقاده مناهج غربية ، ويعملون على إشاعة مبادئها
ومقاييسها الفنية كالواقعية الغربية والواقعية الماركسية والوجودية والبنيوية .
4 ــ إزاء موجة التأثر بالمناهج الغربية في الأدب والنقد ، وارتباط بعضها بمبادئ تخالف الإسلام
ظهر اتجاه نقدي إسلامي ، يهتم بمضمون العمل الأدبي إضافة إلى القيم الفنية ، ويحرص على أن
يخدم الأدب الشخصية الإسلامية وتراثها العريق ، وينمي الذوق السليم ، ويتصدى للأعمال الأدبية
الهدامة والنقد المرتبط بالماركسية والفلسفات الأخرى المنحرفة ، ومن نقاد هذا الاتجاه : محمد قطب
وعماد الدين خليل وعبد الرحمن رأفت الباشا ، وعبد الله الحامد ، وأبو عبد الرحمن بن عقيل ,
وغيرهم ممن ينحو هذا المنحى .
منقول الي الفائده
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih