الـنــقـد الـثـقـافـي
وأسـئلـة المتلقي
إعداد
أ . د / يوسف عبد الله الأنصاري
الأستاذ بقسم البلاغة والنقد
جامعة أم القرى
1429هـ - 2008م
مقدمة البحث
بعد ظهور النقد الثقافي في الساحة العربية ، أثار جدلاً كبيراً بين المثقفين والنقاد العرب بما يدعو لقطيعة النقد الأدبي ، والدعوى إلى نقد ثقافي أكثر تحرراً واتساعاً عن النص إلى دراسة الأنساق بشكل عام ، مما أدى إلى ظهور تيار محافظ ينبذ هذا الفكر والانسياق وراءه بما يحمله من ثقافة غربية متحررة تدعو إلى إحلال ثقافتها مكان الثقافة العربية الإسلامية ، مما جعل المثقف العربي لا يقبل بديلاً للفكر الإسلامي ويرفض التبعية لمنجز الآخر ، لأنه يحمل أفكاراً مجهولة بالنسبة لمتعاطيه ، وبالتالي ستكون له آثار مجهولة ، والخوض في المجهول يحتاج إلى جرأة ، وكثيراً ما ترمى الجرأة بصفات غير محمودة ، مثل التحرر والانحلال ، والفساد ، والإفساد ، والابتعاد عن القيم الأصيلة .
ومن هنا كان الجديد مخيفاً للمجتمع المحافظ على قيمه التي يعتقد بصحتها وقداستها ، فهو بالتالي لن يغامر مغامرة تبعده عن أصوله وثراته .
ونظراً لما صاحب النقد الثقافي من غموض لدى دعاته ورواده حول مفهومه والاضطراب في دلالاته وإجراءاته مما أثار في ذهن المتلقي العربي عدة تساؤلات حول هذه المصطلح ، منها ما مفهوم النقد الثقافي ومن أهم رواده في العالمين الغربي والعربي ؟ وأهم الانتقادات الموجهة إليه .
ويأتي البحث للإجابة عن تلك الأسئلة ومن الله نستمد العون والتوفيق .
المبحث الأول / مفهوم النقد الثقافي
النقد الثقافي هو الذي يدرس النص لا من الناحية الجمالية بل من حيث علاقته بالإيديولوجيات والمؤثرات التاريخية والسياسية والإجتماعية والاقتصادية والفكرية ويقوم بالكشف عنها وتحليلها بعد عملية التشريح النصية .
أو يمكن القول إنه هو الذي يدرس الخطاب بما أنه خطاب بغض النظر عن كونه شعراً أو كلاماً شعبياً أو غير ذلك فيقوم بتحليله لكشف أنظمته العقلية وغير العقلية بتعقيداتها وتعارضها .
فلذلك فكل الخطابات داخلة في مجال النقد الثقافي وهذا يبعد الانتقائية المتعالية التي تفصل بين النخبوى والشعبي وليس من الضروري استبعاد الدراسة الجمالية أو الدراسة الأدبية باعتبارها جزءاً من الثقافة وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن ندخل النقد الأدبي مع النقد الثقافي الذي بدوره يضم كما من المعارف الإنسانية والفلسفية والأدبية ومن هنا فلا خوف على الأدب من هجر الخصوصية التي يمثلها في طريقة التعامل معه وبذلك تتم دراسة النص باعتباره أدباً واعتباره خطاباً ثقافياً .
فالغذامي يرى إنه عندما قصر النقد نفسه على الجمال قد استنفد كل طاقاته وإمكاناته حتى " قد بلغ حد النضج ، أو سن اليأس ....... ولم يعد قادراً على تحقيق متطلبات المتغير المعرفي والثقافي الضخم الذي نشهده الآن عالمياً وعربياً . 1 "
ومن منطلق هذه العبارة يدعو الغذامي إلى " إعلان موت النقد الأدبي " 2 وطرح مشروع جديد يسميه " النقد الثقافي بديلاً عنه 3 ".
لكن نرى من خلال مشروع الغذامي إن هناك مشكلات على مستوى النظرية والمنهج تمكن في مشكلة المفهوم نفسه فنراه يحاول خلال كتابه النقد الثقافي جاهداً وضع حداً للنقد الثقافي وإخراجه من سلطة النقد الأدبي المتمثل في الجمالية فقط . فالغذامي أرهق نفسه كثيراً للوصول لحد للنقد الثقافي فهو يقول (( على أن الأداة النقدية لمصطلح وكنظرية مهيأة لأداة أدوار أخرى غير ما سخرت له على مدى قرون من الممارسة والتنظير من خدمة للجمالي وتبرير له وتسويق لهذا المنتج وفرضه على المستهلك الثقافي وبما أن الأداة النقدية مهيأة لهذه الأدوار النقدية الثقافية خاصة مع ما تملكه من الخبرة في العمل على النصوص ومع ما مرت به من تدريب وامتحان لفاعليتها في التحليل والتأويل المنضبط والمجرب فإن التفريط بها أو التخلي عنها سيحرمنا من وسيلة ناجحة وسيجعلنا خاضعين لسلطة الخطاب المدروس أو لهيمنة المقولة الفلسفية التي يستند إليها تفكيرنا " 4 .
من الواضح أن الغذامي يحاول أن يقنعنا بأن مصطلح النقد لا بد أن يخرج من السلطة الأدبية لأن صفة الأدبية قيد مؤسساتي ينبغي التحرر من هذا المصطلح من قبل النقد لأننا بزعم الغذامي " بحاجة إلى نقله توعية تمس السؤال النقدي ذاته ولكن ذلك لن يتحقق كما يشير ما لم تتحول الأداة النقدية ذاتها وهو تحول أو تحويل ضروري إذا كانت الأداة متلبسة بموضوعها الأدبي أو موصوفة به فالنقد موصوف بأنه أدبي مثلما أن النظرية تقيد دائماً بصفة الأدبية والأدبية هنا هي المعنى المؤسساتي لهذا المصطلح من هنا لا بد أن تخلص ما هو أدبي من حدة المؤسساتي " 5
ولم ينته الغذامي عند هذا الحد بل دعا إلى تحرر مصطلح أدبي وأدبية من التصور الرسمي المؤسساتي أيضاً " بحيث يعاد النظر في أسئلة الجمالي وشروطه وأنواع الخطابات التي تمثله ، هذا من جهة أخرى ومن جهة أخرى لا بد من الاتجاه إلى الكشف عيوب الجمالي ، والإفصاح عما هو قبحي في الخطاب ، وكما أن لدينا نظريات في الجماليات فإنه لا بد أن توجد نظريات في ( القبحيات ) أي في عيوب الجمالي وعلله ، وهي نوع من علم العلل كما في مصطلح الحديث " 1 .
ومن الواضح أن مفهوم المؤسساتية عند الدكتور عبد الله الغذامي مفهوم فيه ضبابية كبيرة وعتمة مضلله للقارئ كما هو الشأن في النقد الثقافي عنده .
ولا يخفى أن الاضطراب في مصطلح المؤسساتية جعلنا أمام حيرة في بعض المصطلحات التي أطلقها الغذامي فنراه مرة يجعل مصطلح الأدبية مفهوماً مؤسساتياً مهيمناً ، ومرة أخرى نراه يجعلها خارج التصور المؤسساتي .
من خلال ما سبق يتضح أن فكرة الدكتور عبد الله الغذامي هي تقييد المفهومين النقد والأدبي على الرغم من معرفتنا المسبقة بأن النقد هو من أحد المفاهيم الحرة .
فالنقد ينتقل من مجال إلى مجال دون قيد أو شرط بحيث يشعرك أنه جزء من المجال الأدبي ومرة يشعرك بأنه جزء من المجال الاجتماعي والاقتصادي وأيضاً الأسطوري .
وكل ما هو انثروبيولجي بل نجده لا ينفصل عن كل ما هو ايدولوجي .
فبذلك يصبح النقد ليس جزءاً احتكارياً من النظرية النقدية فحسب ، بل هو جزء من نظرية المعرفة عبر آمادها الموضوعية والمنهجية والتاريخية ، وقد أكد بعض الباحثين المحدثين مبدأ تحرر مفهوم النقد وشموليته حيث قال ( إن النقد لا يعود بشكل واحد من الفنون الفكرية العديدة بل يصبح هو الفعل الفكري برمته ) 2
أما ما يتعلق باستقلالية الأدب أو الأدبية عن ما هو رسمي أو مؤسساتي فهذا مرفوض لأننا نعني تماماً أن " العمل الأدبي جزء مباشر من المحيط الأدبي ، ( أي ) مجموع كل الأعمال الأدبية الفعالة ، اجتماعياً في مرحلة محددة ، ومجموعة اجتماعية خاصة ويمكن القول من وجهة نظر تاريخية دقيقة إن العمل الأدبي الخاص عنصر تابع ومن ثم لا ينفصل عملياً عن المحيط الأدبي ، وهو يحتل مساحة محددة من هذا المحيط ، وتحدده مباشرة تأثيرات هذا المحيط ( عندها ) سيكون من العبث أن نعتقد أن العمل الذي يحتل مساحة في المحيط الأدبي يمكن أن يتجنب تأثيراته المباشرة أو يكون استثناء من وحدته وانتظامه . 1
كيف يتسنى لنا إزاء هذا النظام المعقد أن ندعو إلى فصل مفهوم الأدبية عن كل ما هو رسمي أو مؤسساتي مع اعتقادنا الواقعي أن كل ما هو مؤسساتي لا ينفصل عن المحيط الاجتماعي والاقتصادي أو الإيدولوجي .
وهكذا فإننا عملياً ( لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفهم العمل الأدبي خارج الأدب وأيضاً لا يمكن فهمه خارج حدود الحياة الإيدولوجية فذلك لا يمكن دراسته خارج قوانين التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
لكن السؤال الجدير بالطرح للغذامي وغيره من أرباب الثقافة الغربية .
كيف من خلال تلك الأنساق المطروحة من قبلهم قراءة شعر جرير ، الفررزق ، أدونيس ، نازك الملائكة خارج حدود المحيط الأيدولوجي أو خارج التاريخ
الزمان / المكان .
وحين نتتبع مقولات الغذامي في قراءته للمسجد الأموي بوصفه محلية ثقافية نجده لا يستطع قراءته بمعزل عن السلطة والتاريخ .
رغم محاولته اعتباره نسقاً مضاداً للسطلة والتاريخ كما يبدو في قوله (( هنا سنرى أن النص أو الجملة الثقافية ، أي الجامع الأموي هو نسق مضاد للسلطة وللتاريخ ولذا صار شعبياً من جهة وذا رمزية غير تاريخية من جهة ثانية ) 2 ويذهب في مقولاته للجامع الأموي إلى أن كل ما فيه ( هو رمزيات لا تاريخية أو لا واقعية وسيجد المرء صعوبة أو استحالة في تقرير الواقع التاريخي للمكان ولمفردات المكان بدءاً من تاريخ جدرانه وأصولها وحقيقة القبر وحقائق المسميات داخل الجامع ، وقصص المكان وحكاياته . 3
ومعنى ذلك عند الدكتور الغذامي أن الجامع الأموي هو قيمة رمزية من حيث إن وظائفه التداولية والجمالية مما نشترك في تكوين دلالة محلية تأتي من فوقها دلالات نسقية تخبئ المضمر الثقافي لأناس استبطنوا على المكان معنى من معاني الرفض الصامت ، رفض السلطة ، ورفض التاريخ ، وإن بدأ المكان تمجيداً للسلطة وللتاريخ إلا أن هذا هو المعنى الظاهري المنسوخ بالنسق المضمر ، وهذا يفسر غياب المكان التاريخي والسلطوى مثل القصور ، وبقاء الرمزي الشعبي مثل قبر نبي وولي ، وركن شيخ ومسكين وباب درويش وفقير وسجادة وامرأة عابدة لم تملك مملكة ولم تخلف ذهباً )) .
من خلال قراءة الغذامي نلمح استخدامه للنقد التفكيكي واستراتيجيات التلقي فيما يجعل الجامع الأموي خارج التاريخ والواقع ، فالجامع الأموي عند الغذامي حضور بلا تاريخ ، من هنا يشير من قريب أو بعيد إلى موت المؤلف أي أن النص الجامع الأموي لا وجود فيه للمؤلف أي لم يكن المؤلف حضوراً فاعلاً في تفسير النص .
فالغذامي هنا تحول إلى قارئ تفكيكي لا يقوم باكتشاف المعنى بل يعيد كتابة الجملة الثقافية على نحو جديد ينبني فيه المعنى في حالة إرجاء وتأجيل .
المبحث الثاني :النقد الثقافي عند الغرب وأشهر رواده
يعد (( تيودور أدورنو ) أول من بلور مفهوم النقد الثقافي وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمدرسة فرانكفورت والذي كان منشغلاً مع زملائه بتحليل صناعة الثقافة فشنوا هجوماً كاسحاً ضد ما يسمى الآن بالثقافة الجماهيرية التي تتواطأ مع الثقافة الرسمية ضد مفهوم النقد ذاته وفي كتابه " مشاورات " الصادر عام 1951م يأتي الفصل السابع بعنوان النقد الثقافي والمجتمع وفيه يطرح أدورنو أن النقد الثقافي مفهوم برجوازي أنتجه المجتمع الاستهلاكي ولا بد أن نعني حقيقته بوصفه كذلك ، فهو يحول الثقافة إلى سلعة ، ويخضعها لدوائر التشيؤ والتسليع والاستهلاك وفي ختام هذا المقال يطلق أدورنو عبارته الشهرية حول الشعر فيقول " إن كتابة الشعر بعد أوشفيتز عمل بربري " 2 .
وتعد هذه هي البدايات التأسيسية لمفهوم النقد الثقافي والذي شهد نقلة بعد ذلك مع مدرسة كميردج ، وتحديداً لدى " يفز " الذي كان يبحث عن الأصالة الجمالية والرسالة الأخلاقية في النص الأدبي ، ثم مع مبحث أنثربولوجيا الأدب ، والذي لا يدعى الإلمام العريض بالموضوع الجمالي بقدر ما يسعى إلى توضيح وتعيين أنساق القيم التي تجري عبرها الفعالية الجمالية ومن جهة أخرى أعتقد أن " شار لزبيرس " عمدة السيما نتيك هو الذي حدد مكونات ما يمكن أن نطلق عليه الآن " النقد الثقافي " فقد طرح بيرس أن مقاربة النص لابد أن تمر عبر قنوات أو مستويات ثلاث ،مستوى بنيوي بإعتبار أنه علامة كبرى يمكن أن توزع على علامة مفرده ثم مستوى دلالي ، ثم مستوى برجماتي أو تداولي ، والأمر نفسه يسير على " فوكو " الذي أكد في تحليلاته الحفرية أو الجينيالوجيه على كيفية تشكل الممارسات الخطابية ( بما فيها الأدب ) في فترة ما .
ولعل هذا يبرر ما ذهبنا إليه من أن النقد الثقافي شبكة من التداخلات المعرفية بشتى حقول المعرفة الإنسانية لذا فإن نقاد النقد الثقافي لا ينقدون بلا وجهة نظر ، إن ثمة علاقة لهم بجماعات واتجاهات مثل " النقد النسوي ، الإتجاه الماركسي أو المحافظ أو الراد يكالي ، أو يرتبط بعلم العلامات أوالمذهب الإجتماعي أو الأنثرو بولوجي أو من أي منظور ما ، يرى النقاد من خلاله الأشياء .
وفي نظريات النقد الحديثة نجد أن النقد الثقافي يتداخل من نظريات الأدب وهي إحدى أهم المجالات وثيقة الصلة بالدراسات الثقافية ، إن نظرية الأدب مهمة جداً لأنها تمدنا بأسس تحليل الأعمال الأدبية وعلى الرغم من أن بعض منظري الأدب يفرطون في الشطط ( أو تكون لديهم أفكار تدفع إلى الشطط ، وكأنهم بهذا المنهج يحسنون على القارئ في قراءة وتحليل نص بعينه مدعين أيضاً أن الأعمال الأدبية وما يتصل بها من روافد لم يكن لها موقع على الساحة حتى أضطلعوا بأنفسهم على المسرح لإمتاع القارئ والسامع أو قد يذهبون إلى القول إن الكتب والمؤلفات لا تعدوا أن تكون تكراراً للحيل والخداعات الفنية وفي الواقع إن هنالك جدلاً كبيراً وتحضيراً على الإقدام والمشاركة في هذا الحقل المعرفي ، وعلى هذا يتأسس " النقد الثقافي من المناهج النقدية المكونة للنظرية الأدبية فهو يتداخل مع المحاكاة وما يتبعها من مناهج نقدية أرست دعائم النظرية الأدبية المعاصرة ، ثم البنيوية وما بعدها من مذاهب كالتناص والأسلوبية ، والسيميائية والتلقي والتفكيكية وما بعد الحداثة وغيرها ، كل هذه التداخلات هي جوهر النقد الثقافي .
إن النقد الثقافي كمذهب فكري يشهد ثراءً معرفياً هائلاً لأنه يقوم على فكرة الثقافة التي تقوم بوظيفة مهمة في التطورات الاجتماعية والسياسية وكذلك في تطور وتنمية هوية الفرد ، وهذه الهوية تختلف من مجتمع إلى آخر ، وهي سمة مائزة تجعل كل مجتمع يمتلك خصوصياته الثقافية التي ابتكرها وأنتجها وعايشها ، ومن ثم فإن النقد الثقافي سيكون صالحاً للتطبيق على نصوص تنتمي إلى بيئات مختلفة ولغات مختلفة لأنه سيرتكز على سمات بيئة النص الثقافية وقراءة لغته وحياة أفراده الاجتماعية والفكرية وعبر كل هذا لا بد أن يتسلح المنشغل بالنقد الثقافي بالتحليق في أفق العلوم الإنسانية كلها ولا يتورع في طرق أي باب يجد فيه ولو سبباً مفيداً لفتح مغاليق النص الإبداعي ، ولكن لا بد أن ندرك أن هناك مشكلات تواجه النقد الثقافي وهي :
إن المصطلحات المستخدمة في النقد والتحليل والتفسير أصحبت على قدر من الصعوبة والتقنية العالمية إلى درجة أن في كثير من الحالات تكون شديدة الإبهام فعندما يتواصل نقاد الثقافة بعضهم مع بعض في مناقشات أو كتابات أو حوارات نراهم يتحدثون بلغة تميل إلى الغموض إلى درجة قد يراها الإنسان العادي رطانة حيث يصعب الفهم .
و على الرغم من وجود لغة تقنية ولغة عسيرة التفسير في كثير من مؤلفات النقد الثقافي إلا أنه لدى كثير من مؤلفيها ومنظريها مفاهيم وأفكار موحية قد يشارك فيها القراء الذين لديهم اهتمام بالإعلام والثقافة الشعبية والفروع الأخرى المتصلة بهذه المواضيع التي قد تعود عليهم بالفائدة بشرط أن تأتي هذه الكتابة من هذه الأصعدة بطريقة ليسهل فهمها ، فجاك دريدا مثلاً يكتب بأسلوب مشوب بالغموض الشديد حتى إنه قيل إن درايدا وغيره من الكتاب يكتبون عن عمد نثراً معتماً غير قابل للنفاذ أو الفهم ، بحيث إذا هوجمت أفكارهم فإنه سيكون من مقدورهم الدفاع عن ذلك بأنه قد أسيء فهم أفكارهم .
إذن لابد أن يهتم منظر النقد الثقافي بتبسيط كتاباتهم حتى يتسنى استيعاب النقد الثقافي والقيام به .
أهم منظري النقد الثقافي في الغرب : ـ
رولان بارت ، كلود ليفي شتراوس ، هوكو ، جاك لاكان ، جاك دريدا أندريه بيزيه من فرنسا .
ومن روسيا ميخائيل باختين ، فلا ديمير بروب .
ومن ألمانيا كارل ماركس ، ماركس فيبر .
ومن أمريكا س إس بييرس ، شارمان ، رومان جاكبسون .
ومن انجلترا رايموند ، سيتورات هول .
ومن سويسرا دي سوسير، كارل يونج
ومن النمسا فرويد ، هرت هرتزج .
ولا بد من التأكيد عند تناول أفكار هؤلاء المنظرين ، إن أفكارهم عملية مشوبة بالتعقيد ، ذلك لأنهم غائباً ما يبدلون أفكارهم على مر السنين ، ولذا يجب أن نضع أفكارهم وموضوعاتهم موضع الاعتبار ، كذلك كثيراً ما يخالف بعض أتباع نظريات معينة المنظرين الأصليين في طريقة تفسير بعض المصطلحات
كما أننا يجب أن نلحظ أن كل النقاد الذين سبق ذكرهم هم في الأصل ليسوا منتمين إلى مدرسة النقد الثقافي إنما كانت لديهم اهتمامات مذهبية وفكرية كثيرة ، وهم بجوار اهتمامهم بالنقد الثقافي ظلوا منتمين إلى أفكارهم السابقة .
فمثلاً رولان بارت بنيوي من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ، فلاديمير بروب منتمي إلى المدرسة الشكلانية الروسية ، جاك دريدا المدرسة التفكيكية ، بريخت صاحب مذهب المسرح الملحمي ، كارل ماركس وافكاره في رأس المال ، كارل يونج وعلم الأسطورة ، دي سوسير ونظرات ومحاضرات علم اللغة وغيرهم ، إذن هذه التوليفة تؤكد لنا تشعب وتشابك النقد الثقافي ، بمختلف الفنون الإنسانية وبالتالي مختلف البيئات والحضارات .
المبحث الثالث : النقد الثقافي عند العرب وأشهر رواده
لا بد أن نقف هنا عند طرح مهم للدكتور عبد الله الغذامي حاول فيه التمييز بين " النقد الثقافة " و " النقد الثقافي " فراه يقول [ فقد كثرت المشروعات البحثية في ثقافتنا العربية من مثل تلك التي طرحت وتطرح قضايا الفكر والمجتمع والسياسة والثقافة بعامة وهي مشروعات لها إسهاماتها المهمة والقوية ، وهذا كله يأتي تحت اسم " نقد الثقافة " في حين أننا نسعى هنا إلى تخصيص مصطلح " النقد الثقافي " كمصطلح قائم " على منهجية ذات أدوات إجرائية تخصه أولاً ،ثم إنها ثانياً تأخذ على عاتقها أسئلة تتعلق بآليات استقبال النص الجمالي من حيث المضمر النسقي الذي لا يتبدل على سطح اللغة ، ولكنه نسق خفي يكمن على كتابة النصوص من كبار المبدعين والتجددين إلى حد سيبدو معه الحداثي رجعياً ، وذلك نتيجة سلطة النسق المضمر عليه ] 1
من خلال سمات هذا المنهج النقدي المائز لابد أن نسأل أنفسنا عن مستقبل النقد الثقافي في البيئة الإبداعية والنقدية العربية ، إن المتأمل في الأعمال الإبداعية العربية التي حفها النقد الثقافي يجدها تنقسم إلى قسمين : ـ
أولاً : أعمال اهتمت بالنقد الثقافي في إطاره المجرد عن الأدبية والنصية ، أي أنها اهتمت بالثقافة في حد ذاتها .
ثانياً : اهتمت بالبعد الثقافي الأدبي في تلك الأعمال لكن الملفت للنظر أن هذه الأعمال كلها تنتج لنا في النهاية وثائق ثقافية تنقطع صلتها في كثير من الأحيان عن النقد الأدبي الحديث ومناهجه .
ومعلوم أن النقد الثقافي في القرب قام به رواد نظريات نقدية حديثة كالبنيوية والتفكيكية والتشريحية وغيرها .
ومن هنا أننا نعتمد دائماً على إنتاج الأخر ولا نملك المقدرة على الابتكار والمحاولة والتأصيل من وجهة نظر الذين تربو على الثقافة الغربية وانساقوا وراء نظريات النقد الثقافي تاركين تراثهم وأصالتهم وهويتهم ، لذلك رأوا في النقد الثقافي منهجاً جديداً ومختلفاً عن المناهج التي سبقته
و لا حرج أن نستخدم مناهج غربية داخل تربتنا العربية ، ولا بد أن يقف النقاد على هذه النصوص وأن يقوموا بتشريح مفرداتها وأن يعكفوا عليها بالنظر في قدرتها على إنتاج وإفراخ المزيد من التأملات وإلى ما تسعى إليه هذه التأملات ،والنظر أيضاً في مقدرتها الجمالية والفنية وكيف أن هذه المقدرة استطاعت أن تخدم غرض النص .
* أبرز الرواد في العالم العربي : ـ
- ( مالك بن نبي ) الذي نشر كتاباً في عام 1959م بعنوان مشكلة الثقافة تحت عنوان أشمل هو مشكلات الحضارة وقيمة كتاب مالك بن نبي تاريخية وتأسيسية في الوعي بالمسألة الثقافية العربية
- زكي نجيب محفوظ مثل كتابه ( تحديث الثقافة العربية )
- محمد عابد الجابري وله دراسات تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية 1985م .
وتدل هذه العناوين بمفكريها على وعي أصيل بالمسألة الثقافية إلى جانب ما تتناوله من موضوعات لها علاقة بالثقافة العربية بجانب الكثير من الأعمال النقدية التي تناولت النصوص العربية .
فهناك الغذامي وتطبيقاته حول شعر حمزة شحاته في كتابه الخطيئة والتكفير
وجابر عصفور في تناوله للكثير من القضايا النقدية في مقالاته التي تنشر شهرياً في مجلة العربي الكويتية وغيرهم كثير .
المبحث الرابع : الانتقادات الموجهة للنقد الثقافي
نستطيع أن تقول أن من أسباب النفور النقد الثقافي ترجع لأسباب وحقائق مختلفة تمثل العقلية العربية وطريقة التعامل مع الآخر بالإضافة إلى أسباب إنسانية ترتبط بالتشكيل النفسي .
فمن الأسباب التي تدعو إلى نفور كثير من العرب نستطيع أن نحصرها فيما يأتي : ـ
1 ) الخوف من الجديد لأنه يحمل أفكاراً مجهولة بالنسبة لمتعاطيه وبالتالي ستكون له آثار مجهولة والخوض في المجهول يحتاج إلى جرأة وكثيراً ما ترمى الجرأة بصفات مثل : التحرر والانحراف والفساد والإفساد والابتعاد عن القيم الأصلية ومن هنا يكون الجديد مخيفاً لمجتمع محافظ على قيمه والذي يعتقد ويؤمن بصحتها وقداستها فهو لن يغامر مغامرة تبعده عن أصوله وتراثه .
2 ) يقول الجاحظ إن فضيلة الشعر مقصورة على العرب وعلى من تكلم بلسان العرب .
من هذه المقولة تنطلق عزة العرب بلغتهم وثقافتهم وهذا الاحساس سحق الطرف الآخر فذلك مدعاه لعدم الاعتراف به ونبذ هذا الطرف كلياً حتى لا يبسط ثقافته .
3 ) اعتبار أن الثقافة الغربية ثقافة متحررة تدعو إلى احلال ثقافتها مكان الإسلام ، هنا جعل المثقف العربي ينبذ الثقافة الغربية فلا يمكن قبول البديل للفكر الإسلامي .
4 ) زوال سلطة المثقف لأن النقد الثقافي ألغى الطبقية الثقافية من خلال اهتمامه بكل أشكال الخطاب عامة .
المراجع
1- عبد الله الغذامي ، عبد النبي أصطيف ، نقد ثقافي أم نقد أدبي ، الطبعة الأول ، دار الفكر ، دمشق ، 1425هـ ، 2004م
2- عبد الله الغذامي ، النقد الثقافي ، الطبعة الثالثة المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 2005م .
3- رينيه ويليك ، النقد الأدبي ، نظرة تاريخية ضمن كتاب ، ما هو الأدب ترجمة سلافة حجازي مراجعة عبد الوهاب الوكيل ، الطبعة الأولى ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1989م .
4- التاريخ الأدبي ومناهجه ، ضمن كتاب نظرية الأدب في القرن العشرين ك . م نيوتن ترجمة على العلكوب ، الطبعة الأولى ، عين الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية ، القاهرة ، 1969م .
5- عبد الله الغذامي ، النقد الثقافي رؤية جديدة ، أعمال المؤتمر الدولي الثاني للنقد الأدبي ، القاهرة .
منقول للإفادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وأسـئلـة المتلقي
إعداد
أ . د / يوسف عبد الله الأنصاري
الأستاذ بقسم البلاغة والنقد
جامعة أم القرى
1429هـ - 2008م
مقدمة البحث
بعد ظهور النقد الثقافي في الساحة العربية ، أثار جدلاً كبيراً بين المثقفين والنقاد العرب بما يدعو لقطيعة النقد الأدبي ، والدعوى إلى نقد ثقافي أكثر تحرراً واتساعاً عن النص إلى دراسة الأنساق بشكل عام ، مما أدى إلى ظهور تيار محافظ ينبذ هذا الفكر والانسياق وراءه بما يحمله من ثقافة غربية متحررة تدعو إلى إحلال ثقافتها مكان الثقافة العربية الإسلامية ، مما جعل المثقف العربي لا يقبل بديلاً للفكر الإسلامي ويرفض التبعية لمنجز الآخر ، لأنه يحمل أفكاراً مجهولة بالنسبة لمتعاطيه ، وبالتالي ستكون له آثار مجهولة ، والخوض في المجهول يحتاج إلى جرأة ، وكثيراً ما ترمى الجرأة بصفات غير محمودة ، مثل التحرر والانحلال ، والفساد ، والإفساد ، والابتعاد عن القيم الأصيلة .
ومن هنا كان الجديد مخيفاً للمجتمع المحافظ على قيمه التي يعتقد بصحتها وقداستها ، فهو بالتالي لن يغامر مغامرة تبعده عن أصوله وثراته .
ونظراً لما صاحب النقد الثقافي من غموض لدى دعاته ورواده حول مفهومه والاضطراب في دلالاته وإجراءاته مما أثار في ذهن المتلقي العربي عدة تساؤلات حول هذه المصطلح ، منها ما مفهوم النقد الثقافي ومن أهم رواده في العالمين الغربي والعربي ؟ وأهم الانتقادات الموجهة إليه .
ويأتي البحث للإجابة عن تلك الأسئلة ومن الله نستمد العون والتوفيق .
المبحث الأول / مفهوم النقد الثقافي
النقد الثقافي هو الذي يدرس النص لا من الناحية الجمالية بل من حيث علاقته بالإيديولوجيات والمؤثرات التاريخية والسياسية والإجتماعية والاقتصادية والفكرية ويقوم بالكشف عنها وتحليلها بعد عملية التشريح النصية .
أو يمكن القول إنه هو الذي يدرس الخطاب بما أنه خطاب بغض النظر عن كونه شعراً أو كلاماً شعبياً أو غير ذلك فيقوم بتحليله لكشف أنظمته العقلية وغير العقلية بتعقيداتها وتعارضها .
فلذلك فكل الخطابات داخلة في مجال النقد الثقافي وهذا يبعد الانتقائية المتعالية التي تفصل بين النخبوى والشعبي وليس من الضروري استبعاد الدراسة الجمالية أو الدراسة الأدبية باعتبارها جزءاً من الثقافة وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن ندخل النقد الأدبي مع النقد الثقافي الذي بدوره يضم كما من المعارف الإنسانية والفلسفية والأدبية ومن هنا فلا خوف على الأدب من هجر الخصوصية التي يمثلها في طريقة التعامل معه وبذلك تتم دراسة النص باعتباره أدباً واعتباره خطاباً ثقافياً .
فالغذامي يرى إنه عندما قصر النقد نفسه على الجمال قد استنفد كل طاقاته وإمكاناته حتى " قد بلغ حد النضج ، أو سن اليأس ....... ولم يعد قادراً على تحقيق متطلبات المتغير المعرفي والثقافي الضخم الذي نشهده الآن عالمياً وعربياً . 1 "
ومن منطلق هذه العبارة يدعو الغذامي إلى " إعلان موت النقد الأدبي " 2 وطرح مشروع جديد يسميه " النقد الثقافي بديلاً عنه 3 ".
لكن نرى من خلال مشروع الغذامي إن هناك مشكلات على مستوى النظرية والمنهج تمكن في مشكلة المفهوم نفسه فنراه يحاول خلال كتابه النقد الثقافي جاهداً وضع حداً للنقد الثقافي وإخراجه من سلطة النقد الأدبي المتمثل في الجمالية فقط . فالغذامي أرهق نفسه كثيراً للوصول لحد للنقد الثقافي فهو يقول (( على أن الأداة النقدية لمصطلح وكنظرية مهيأة لأداة أدوار أخرى غير ما سخرت له على مدى قرون من الممارسة والتنظير من خدمة للجمالي وتبرير له وتسويق لهذا المنتج وفرضه على المستهلك الثقافي وبما أن الأداة النقدية مهيأة لهذه الأدوار النقدية الثقافية خاصة مع ما تملكه من الخبرة في العمل على النصوص ومع ما مرت به من تدريب وامتحان لفاعليتها في التحليل والتأويل المنضبط والمجرب فإن التفريط بها أو التخلي عنها سيحرمنا من وسيلة ناجحة وسيجعلنا خاضعين لسلطة الخطاب المدروس أو لهيمنة المقولة الفلسفية التي يستند إليها تفكيرنا " 4 .
من الواضح أن الغذامي يحاول أن يقنعنا بأن مصطلح النقد لا بد أن يخرج من السلطة الأدبية لأن صفة الأدبية قيد مؤسساتي ينبغي التحرر من هذا المصطلح من قبل النقد لأننا بزعم الغذامي " بحاجة إلى نقله توعية تمس السؤال النقدي ذاته ولكن ذلك لن يتحقق كما يشير ما لم تتحول الأداة النقدية ذاتها وهو تحول أو تحويل ضروري إذا كانت الأداة متلبسة بموضوعها الأدبي أو موصوفة به فالنقد موصوف بأنه أدبي مثلما أن النظرية تقيد دائماً بصفة الأدبية والأدبية هنا هي المعنى المؤسساتي لهذا المصطلح من هنا لا بد أن تخلص ما هو أدبي من حدة المؤسساتي " 5
ولم ينته الغذامي عند هذا الحد بل دعا إلى تحرر مصطلح أدبي وأدبية من التصور الرسمي المؤسساتي أيضاً " بحيث يعاد النظر في أسئلة الجمالي وشروطه وأنواع الخطابات التي تمثله ، هذا من جهة أخرى ومن جهة أخرى لا بد من الاتجاه إلى الكشف عيوب الجمالي ، والإفصاح عما هو قبحي في الخطاب ، وكما أن لدينا نظريات في الجماليات فإنه لا بد أن توجد نظريات في ( القبحيات ) أي في عيوب الجمالي وعلله ، وهي نوع من علم العلل كما في مصطلح الحديث " 1 .
ومن الواضح أن مفهوم المؤسساتية عند الدكتور عبد الله الغذامي مفهوم فيه ضبابية كبيرة وعتمة مضلله للقارئ كما هو الشأن في النقد الثقافي عنده .
ولا يخفى أن الاضطراب في مصطلح المؤسساتية جعلنا أمام حيرة في بعض المصطلحات التي أطلقها الغذامي فنراه مرة يجعل مصطلح الأدبية مفهوماً مؤسساتياً مهيمناً ، ومرة أخرى نراه يجعلها خارج التصور المؤسساتي .
من خلال ما سبق يتضح أن فكرة الدكتور عبد الله الغذامي هي تقييد المفهومين النقد والأدبي على الرغم من معرفتنا المسبقة بأن النقد هو من أحد المفاهيم الحرة .
فالنقد ينتقل من مجال إلى مجال دون قيد أو شرط بحيث يشعرك أنه جزء من المجال الأدبي ومرة يشعرك بأنه جزء من المجال الاجتماعي والاقتصادي وأيضاً الأسطوري .
وكل ما هو انثروبيولجي بل نجده لا ينفصل عن كل ما هو ايدولوجي .
فبذلك يصبح النقد ليس جزءاً احتكارياً من النظرية النقدية فحسب ، بل هو جزء من نظرية المعرفة عبر آمادها الموضوعية والمنهجية والتاريخية ، وقد أكد بعض الباحثين المحدثين مبدأ تحرر مفهوم النقد وشموليته حيث قال ( إن النقد لا يعود بشكل واحد من الفنون الفكرية العديدة بل يصبح هو الفعل الفكري برمته ) 2
أما ما يتعلق باستقلالية الأدب أو الأدبية عن ما هو رسمي أو مؤسساتي فهذا مرفوض لأننا نعني تماماً أن " العمل الأدبي جزء مباشر من المحيط الأدبي ، ( أي ) مجموع كل الأعمال الأدبية الفعالة ، اجتماعياً في مرحلة محددة ، ومجموعة اجتماعية خاصة ويمكن القول من وجهة نظر تاريخية دقيقة إن العمل الأدبي الخاص عنصر تابع ومن ثم لا ينفصل عملياً عن المحيط الأدبي ، وهو يحتل مساحة محددة من هذا المحيط ، وتحدده مباشرة تأثيرات هذا المحيط ( عندها ) سيكون من العبث أن نعتقد أن العمل الذي يحتل مساحة في المحيط الأدبي يمكن أن يتجنب تأثيراته المباشرة أو يكون استثناء من وحدته وانتظامه . 1
كيف يتسنى لنا إزاء هذا النظام المعقد أن ندعو إلى فصل مفهوم الأدبية عن كل ما هو رسمي أو مؤسساتي مع اعتقادنا الواقعي أن كل ما هو مؤسساتي لا ينفصل عن المحيط الاجتماعي والاقتصادي أو الإيدولوجي .
وهكذا فإننا عملياً ( لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفهم العمل الأدبي خارج الأدب وأيضاً لا يمكن فهمه خارج حدود الحياة الإيدولوجية فذلك لا يمكن دراسته خارج قوانين التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
لكن السؤال الجدير بالطرح للغذامي وغيره من أرباب الثقافة الغربية .
كيف من خلال تلك الأنساق المطروحة من قبلهم قراءة شعر جرير ، الفررزق ، أدونيس ، نازك الملائكة خارج حدود المحيط الأيدولوجي أو خارج التاريخ
الزمان / المكان .
وحين نتتبع مقولات الغذامي في قراءته للمسجد الأموي بوصفه محلية ثقافية نجده لا يستطع قراءته بمعزل عن السلطة والتاريخ .
رغم محاولته اعتباره نسقاً مضاداً للسطلة والتاريخ كما يبدو في قوله (( هنا سنرى أن النص أو الجملة الثقافية ، أي الجامع الأموي هو نسق مضاد للسلطة وللتاريخ ولذا صار شعبياً من جهة وذا رمزية غير تاريخية من جهة ثانية ) 2 ويذهب في مقولاته للجامع الأموي إلى أن كل ما فيه ( هو رمزيات لا تاريخية أو لا واقعية وسيجد المرء صعوبة أو استحالة في تقرير الواقع التاريخي للمكان ولمفردات المكان بدءاً من تاريخ جدرانه وأصولها وحقيقة القبر وحقائق المسميات داخل الجامع ، وقصص المكان وحكاياته . 3
ومعنى ذلك عند الدكتور الغذامي أن الجامع الأموي هو قيمة رمزية من حيث إن وظائفه التداولية والجمالية مما نشترك في تكوين دلالة محلية تأتي من فوقها دلالات نسقية تخبئ المضمر الثقافي لأناس استبطنوا على المكان معنى من معاني الرفض الصامت ، رفض السلطة ، ورفض التاريخ ، وإن بدأ المكان تمجيداً للسلطة وللتاريخ إلا أن هذا هو المعنى الظاهري المنسوخ بالنسق المضمر ، وهذا يفسر غياب المكان التاريخي والسلطوى مثل القصور ، وبقاء الرمزي الشعبي مثل قبر نبي وولي ، وركن شيخ ومسكين وباب درويش وفقير وسجادة وامرأة عابدة لم تملك مملكة ولم تخلف ذهباً )) .
من خلال قراءة الغذامي نلمح استخدامه للنقد التفكيكي واستراتيجيات التلقي فيما يجعل الجامع الأموي خارج التاريخ والواقع ، فالجامع الأموي عند الغذامي حضور بلا تاريخ ، من هنا يشير من قريب أو بعيد إلى موت المؤلف أي أن النص الجامع الأموي لا وجود فيه للمؤلف أي لم يكن المؤلف حضوراً فاعلاً في تفسير النص .
فالغذامي هنا تحول إلى قارئ تفكيكي لا يقوم باكتشاف المعنى بل يعيد كتابة الجملة الثقافية على نحو جديد ينبني فيه المعنى في حالة إرجاء وتأجيل .
المبحث الثاني :النقد الثقافي عند الغرب وأشهر رواده
يعد (( تيودور أدورنو ) أول من بلور مفهوم النقد الثقافي وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمدرسة فرانكفورت والذي كان منشغلاً مع زملائه بتحليل صناعة الثقافة فشنوا هجوماً كاسحاً ضد ما يسمى الآن بالثقافة الجماهيرية التي تتواطأ مع الثقافة الرسمية ضد مفهوم النقد ذاته وفي كتابه " مشاورات " الصادر عام 1951م يأتي الفصل السابع بعنوان النقد الثقافي والمجتمع وفيه يطرح أدورنو أن النقد الثقافي مفهوم برجوازي أنتجه المجتمع الاستهلاكي ولا بد أن نعني حقيقته بوصفه كذلك ، فهو يحول الثقافة إلى سلعة ، ويخضعها لدوائر التشيؤ والتسليع والاستهلاك وفي ختام هذا المقال يطلق أدورنو عبارته الشهرية حول الشعر فيقول " إن كتابة الشعر بعد أوشفيتز عمل بربري " 2 .
وتعد هذه هي البدايات التأسيسية لمفهوم النقد الثقافي والذي شهد نقلة بعد ذلك مع مدرسة كميردج ، وتحديداً لدى " يفز " الذي كان يبحث عن الأصالة الجمالية والرسالة الأخلاقية في النص الأدبي ، ثم مع مبحث أنثربولوجيا الأدب ، والذي لا يدعى الإلمام العريض بالموضوع الجمالي بقدر ما يسعى إلى توضيح وتعيين أنساق القيم التي تجري عبرها الفعالية الجمالية ومن جهة أخرى أعتقد أن " شار لزبيرس " عمدة السيما نتيك هو الذي حدد مكونات ما يمكن أن نطلق عليه الآن " النقد الثقافي " فقد طرح بيرس أن مقاربة النص لابد أن تمر عبر قنوات أو مستويات ثلاث ،مستوى بنيوي بإعتبار أنه علامة كبرى يمكن أن توزع على علامة مفرده ثم مستوى دلالي ، ثم مستوى برجماتي أو تداولي ، والأمر نفسه يسير على " فوكو " الذي أكد في تحليلاته الحفرية أو الجينيالوجيه على كيفية تشكل الممارسات الخطابية ( بما فيها الأدب ) في فترة ما .
ولعل هذا يبرر ما ذهبنا إليه من أن النقد الثقافي شبكة من التداخلات المعرفية بشتى حقول المعرفة الإنسانية لذا فإن نقاد النقد الثقافي لا ينقدون بلا وجهة نظر ، إن ثمة علاقة لهم بجماعات واتجاهات مثل " النقد النسوي ، الإتجاه الماركسي أو المحافظ أو الراد يكالي ، أو يرتبط بعلم العلامات أوالمذهب الإجتماعي أو الأنثرو بولوجي أو من أي منظور ما ، يرى النقاد من خلاله الأشياء .
وفي نظريات النقد الحديثة نجد أن النقد الثقافي يتداخل من نظريات الأدب وهي إحدى أهم المجالات وثيقة الصلة بالدراسات الثقافية ، إن نظرية الأدب مهمة جداً لأنها تمدنا بأسس تحليل الأعمال الأدبية وعلى الرغم من أن بعض منظري الأدب يفرطون في الشطط ( أو تكون لديهم أفكار تدفع إلى الشطط ، وكأنهم بهذا المنهج يحسنون على القارئ في قراءة وتحليل نص بعينه مدعين أيضاً أن الأعمال الأدبية وما يتصل بها من روافد لم يكن لها موقع على الساحة حتى أضطلعوا بأنفسهم على المسرح لإمتاع القارئ والسامع أو قد يذهبون إلى القول إن الكتب والمؤلفات لا تعدوا أن تكون تكراراً للحيل والخداعات الفنية وفي الواقع إن هنالك جدلاً كبيراً وتحضيراً على الإقدام والمشاركة في هذا الحقل المعرفي ، وعلى هذا يتأسس " النقد الثقافي من المناهج النقدية المكونة للنظرية الأدبية فهو يتداخل مع المحاكاة وما يتبعها من مناهج نقدية أرست دعائم النظرية الأدبية المعاصرة ، ثم البنيوية وما بعدها من مذاهب كالتناص والأسلوبية ، والسيميائية والتلقي والتفكيكية وما بعد الحداثة وغيرها ، كل هذه التداخلات هي جوهر النقد الثقافي .
إن النقد الثقافي كمذهب فكري يشهد ثراءً معرفياً هائلاً لأنه يقوم على فكرة الثقافة التي تقوم بوظيفة مهمة في التطورات الاجتماعية والسياسية وكذلك في تطور وتنمية هوية الفرد ، وهذه الهوية تختلف من مجتمع إلى آخر ، وهي سمة مائزة تجعل كل مجتمع يمتلك خصوصياته الثقافية التي ابتكرها وأنتجها وعايشها ، ومن ثم فإن النقد الثقافي سيكون صالحاً للتطبيق على نصوص تنتمي إلى بيئات مختلفة ولغات مختلفة لأنه سيرتكز على سمات بيئة النص الثقافية وقراءة لغته وحياة أفراده الاجتماعية والفكرية وعبر كل هذا لا بد أن يتسلح المنشغل بالنقد الثقافي بالتحليق في أفق العلوم الإنسانية كلها ولا يتورع في طرق أي باب يجد فيه ولو سبباً مفيداً لفتح مغاليق النص الإبداعي ، ولكن لا بد أن ندرك أن هناك مشكلات تواجه النقد الثقافي وهي :
إن المصطلحات المستخدمة في النقد والتحليل والتفسير أصحبت على قدر من الصعوبة والتقنية العالمية إلى درجة أن في كثير من الحالات تكون شديدة الإبهام فعندما يتواصل نقاد الثقافة بعضهم مع بعض في مناقشات أو كتابات أو حوارات نراهم يتحدثون بلغة تميل إلى الغموض إلى درجة قد يراها الإنسان العادي رطانة حيث يصعب الفهم .
و على الرغم من وجود لغة تقنية ولغة عسيرة التفسير في كثير من مؤلفات النقد الثقافي إلا أنه لدى كثير من مؤلفيها ومنظريها مفاهيم وأفكار موحية قد يشارك فيها القراء الذين لديهم اهتمام بالإعلام والثقافة الشعبية والفروع الأخرى المتصلة بهذه المواضيع التي قد تعود عليهم بالفائدة بشرط أن تأتي هذه الكتابة من هذه الأصعدة بطريقة ليسهل فهمها ، فجاك دريدا مثلاً يكتب بأسلوب مشوب بالغموض الشديد حتى إنه قيل إن درايدا وغيره من الكتاب يكتبون عن عمد نثراً معتماً غير قابل للنفاذ أو الفهم ، بحيث إذا هوجمت أفكارهم فإنه سيكون من مقدورهم الدفاع عن ذلك بأنه قد أسيء فهم أفكارهم .
إذن لابد أن يهتم منظر النقد الثقافي بتبسيط كتاباتهم حتى يتسنى استيعاب النقد الثقافي والقيام به .
أهم منظري النقد الثقافي في الغرب : ـ
رولان بارت ، كلود ليفي شتراوس ، هوكو ، جاك لاكان ، جاك دريدا أندريه بيزيه من فرنسا .
ومن روسيا ميخائيل باختين ، فلا ديمير بروب .
ومن ألمانيا كارل ماركس ، ماركس فيبر .
ومن أمريكا س إس بييرس ، شارمان ، رومان جاكبسون .
ومن انجلترا رايموند ، سيتورات هول .
ومن سويسرا دي سوسير، كارل يونج
ومن النمسا فرويد ، هرت هرتزج .
ولا بد من التأكيد عند تناول أفكار هؤلاء المنظرين ، إن أفكارهم عملية مشوبة بالتعقيد ، ذلك لأنهم غائباً ما يبدلون أفكارهم على مر السنين ، ولذا يجب أن نضع أفكارهم وموضوعاتهم موضع الاعتبار ، كذلك كثيراً ما يخالف بعض أتباع نظريات معينة المنظرين الأصليين في طريقة تفسير بعض المصطلحات
كما أننا يجب أن نلحظ أن كل النقاد الذين سبق ذكرهم هم في الأصل ليسوا منتمين إلى مدرسة النقد الثقافي إنما كانت لديهم اهتمامات مذهبية وفكرية كثيرة ، وهم بجوار اهتمامهم بالنقد الثقافي ظلوا منتمين إلى أفكارهم السابقة .
فمثلاً رولان بارت بنيوي من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ، فلاديمير بروب منتمي إلى المدرسة الشكلانية الروسية ، جاك دريدا المدرسة التفكيكية ، بريخت صاحب مذهب المسرح الملحمي ، كارل ماركس وافكاره في رأس المال ، كارل يونج وعلم الأسطورة ، دي سوسير ونظرات ومحاضرات علم اللغة وغيرهم ، إذن هذه التوليفة تؤكد لنا تشعب وتشابك النقد الثقافي ، بمختلف الفنون الإنسانية وبالتالي مختلف البيئات والحضارات .
المبحث الثالث : النقد الثقافي عند العرب وأشهر رواده
لا بد أن نقف هنا عند طرح مهم للدكتور عبد الله الغذامي حاول فيه التمييز بين " النقد الثقافة " و " النقد الثقافي " فراه يقول [ فقد كثرت المشروعات البحثية في ثقافتنا العربية من مثل تلك التي طرحت وتطرح قضايا الفكر والمجتمع والسياسة والثقافة بعامة وهي مشروعات لها إسهاماتها المهمة والقوية ، وهذا كله يأتي تحت اسم " نقد الثقافة " في حين أننا نسعى هنا إلى تخصيص مصطلح " النقد الثقافي " كمصطلح قائم " على منهجية ذات أدوات إجرائية تخصه أولاً ،ثم إنها ثانياً تأخذ على عاتقها أسئلة تتعلق بآليات استقبال النص الجمالي من حيث المضمر النسقي الذي لا يتبدل على سطح اللغة ، ولكنه نسق خفي يكمن على كتابة النصوص من كبار المبدعين والتجددين إلى حد سيبدو معه الحداثي رجعياً ، وذلك نتيجة سلطة النسق المضمر عليه ] 1
من خلال سمات هذا المنهج النقدي المائز لابد أن نسأل أنفسنا عن مستقبل النقد الثقافي في البيئة الإبداعية والنقدية العربية ، إن المتأمل في الأعمال الإبداعية العربية التي حفها النقد الثقافي يجدها تنقسم إلى قسمين : ـ
أولاً : أعمال اهتمت بالنقد الثقافي في إطاره المجرد عن الأدبية والنصية ، أي أنها اهتمت بالثقافة في حد ذاتها .
ثانياً : اهتمت بالبعد الثقافي الأدبي في تلك الأعمال لكن الملفت للنظر أن هذه الأعمال كلها تنتج لنا في النهاية وثائق ثقافية تنقطع صلتها في كثير من الأحيان عن النقد الأدبي الحديث ومناهجه .
ومعلوم أن النقد الثقافي في القرب قام به رواد نظريات نقدية حديثة كالبنيوية والتفكيكية والتشريحية وغيرها .
ومن هنا أننا نعتمد دائماً على إنتاج الأخر ولا نملك المقدرة على الابتكار والمحاولة والتأصيل من وجهة نظر الذين تربو على الثقافة الغربية وانساقوا وراء نظريات النقد الثقافي تاركين تراثهم وأصالتهم وهويتهم ، لذلك رأوا في النقد الثقافي منهجاً جديداً ومختلفاً عن المناهج التي سبقته
و لا حرج أن نستخدم مناهج غربية داخل تربتنا العربية ، ولا بد أن يقف النقاد على هذه النصوص وأن يقوموا بتشريح مفرداتها وأن يعكفوا عليها بالنظر في قدرتها على إنتاج وإفراخ المزيد من التأملات وإلى ما تسعى إليه هذه التأملات ،والنظر أيضاً في مقدرتها الجمالية والفنية وكيف أن هذه المقدرة استطاعت أن تخدم غرض النص .
* أبرز الرواد في العالم العربي : ـ
- ( مالك بن نبي ) الذي نشر كتاباً في عام 1959م بعنوان مشكلة الثقافة تحت عنوان أشمل هو مشكلات الحضارة وقيمة كتاب مالك بن نبي تاريخية وتأسيسية في الوعي بالمسألة الثقافية العربية
- زكي نجيب محفوظ مثل كتابه ( تحديث الثقافة العربية )
- محمد عابد الجابري وله دراسات تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية 1985م .
وتدل هذه العناوين بمفكريها على وعي أصيل بالمسألة الثقافية إلى جانب ما تتناوله من موضوعات لها علاقة بالثقافة العربية بجانب الكثير من الأعمال النقدية التي تناولت النصوص العربية .
فهناك الغذامي وتطبيقاته حول شعر حمزة شحاته في كتابه الخطيئة والتكفير
وجابر عصفور في تناوله للكثير من القضايا النقدية في مقالاته التي تنشر شهرياً في مجلة العربي الكويتية وغيرهم كثير .
المبحث الرابع : الانتقادات الموجهة للنقد الثقافي
نستطيع أن تقول أن من أسباب النفور النقد الثقافي ترجع لأسباب وحقائق مختلفة تمثل العقلية العربية وطريقة التعامل مع الآخر بالإضافة إلى أسباب إنسانية ترتبط بالتشكيل النفسي .
فمن الأسباب التي تدعو إلى نفور كثير من العرب نستطيع أن نحصرها فيما يأتي : ـ
1 ) الخوف من الجديد لأنه يحمل أفكاراً مجهولة بالنسبة لمتعاطيه وبالتالي ستكون له آثار مجهولة والخوض في المجهول يحتاج إلى جرأة وكثيراً ما ترمى الجرأة بصفات مثل : التحرر والانحراف والفساد والإفساد والابتعاد عن القيم الأصلية ومن هنا يكون الجديد مخيفاً لمجتمع محافظ على قيمه والذي يعتقد ويؤمن بصحتها وقداستها فهو لن يغامر مغامرة تبعده عن أصوله وتراثه .
2 ) يقول الجاحظ إن فضيلة الشعر مقصورة على العرب وعلى من تكلم بلسان العرب .
من هذه المقولة تنطلق عزة العرب بلغتهم وثقافتهم وهذا الاحساس سحق الطرف الآخر فذلك مدعاه لعدم الاعتراف به ونبذ هذا الطرف كلياً حتى لا يبسط ثقافته .
3 ) اعتبار أن الثقافة الغربية ثقافة متحررة تدعو إلى احلال ثقافتها مكان الإسلام ، هنا جعل المثقف العربي ينبذ الثقافة الغربية فلا يمكن قبول البديل للفكر الإسلامي .
4 ) زوال سلطة المثقف لأن النقد الثقافي ألغى الطبقية الثقافية من خلال اهتمامه بكل أشكال الخطاب عامة .
المراجع
1- عبد الله الغذامي ، عبد النبي أصطيف ، نقد ثقافي أم نقد أدبي ، الطبعة الأول ، دار الفكر ، دمشق ، 1425هـ ، 2004م
2- عبد الله الغذامي ، النقد الثقافي ، الطبعة الثالثة المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 2005م .
3- رينيه ويليك ، النقد الأدبي ، نظرة تاريخية ضمن كتاب ، ما هو الأدب ترجمة سلافة حجازي مراجعة عبد الوهاب الوكيل ، الطبعة الأولى ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1989م .
4- التاريخ الأدبي ومناهجه ، ضمن كتاب نظرية الأدب في القرن العشرين ك . م نيوتن ترجمة على العلكوب ، الطبعة الأولى ، عين الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية ، القاهرة ، 1969م .
5- عبد الله الغذامي ، النقد الثقافي رؤية جديدة ، أعمال المؤتمر الدولي الثاني للنقد الأدبي ، القاهرة .
منقول للإفادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الجمعة أبريل 18, 2014 6:49 am من طرف viva star
» مناهج النقد الأدبي . مترجم.rar
الخميس أبريل 17, 2014 5:01 pm من طرف viva star
» مصطلحات توليدية
السبت فبراير 08, 2014 2:55 pm من طرف رعاش وليد
» ارجو المساعدة
الجمعة يناير 10, 2014 2:10 am من طرف مريم عبد الرحمان
» مساعدة عاجلة جداااااااااا
الثلاثاء يناير 07, 2014 6:53 am من طرف مريم عبد الرحمان
» كتب في علم الدلالة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:35 pm من طرف safih
» عرض حول معجم المقاييس لابن فارس
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:15 pm من طرف safih
» المعجم الالكتروني
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:06 pm من طرف safih
» تشغيل الجزيرة الرياضية بالشرينغ
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:29 am من طرف safih